حوار: عالم الأرصاد المغربي عمر بدّور يكشف ما يخبؤه «إل نينيو» للعالم من مخاطر

عمر بدور، مدير قسم مراقبة المناخ في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية

عمر بدور، مدير قسم مراقبة المناخ في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية

في 19/07/2023 على الساعة 08:00, تحديث بتاريخ 19/07/2023 على الساعة 08:00

منذ أسبوع ووكالات الأنباء العالمية تتناقل تصريحات عالم الأرصاد المغربي عمر بدور، مدير قسم مراقبة المناخ في منظمة الأرصاد الجوية، التي يحذر من خلالها من الذروة غير المسبوقة في درجات الحرارة.. كاشفا توقعاته لما تحمله ظاهرة إل نينيو من مخاطر على العالم خلال عام 2024.. من خلال هذا الحوار سنكشف جانبا من مسار هذا العالم المغربي، كما سنخوض معه في الحديث حول الأخطار المناخية التي تهدد العالم.


قبل الحديث عن الحرارة والمناخ والتقلبات الجوية، نود أولا أن نعرف من يكون عمر بدّور؟

أنا مغربي رأى النور بقرية تيزي أوسلي عام 1960. قرية أمازيغية تقع بإقليم تازة على بعد 90 كيلومترا من شمال المدينة، وتفصلها عن مدينة الحسيمة 60 كيلومترا. تلقيت تعليمي الابتدائي هناك ثم انتقلت إلى مدينة وجدة لإتمام التعليم الثانوي، حيث حصلت على شهادة الباك من ثانوية عمر بن عبد العزيز عام 1979، ثم توجت مساري الجامعي بأن حصلت على الإجازة البحثة في شعبة الرياضيات من جامعة محمد الخامس بالرباط عام 1983.

في تلك الفترة كانت البلاد في حاجة إلى مهندسين رصديين، فكنت من بين عدة شباب أرسلتهم وزارة التجهيز آنذاك إلى الخارج من أجل الدراسة والتكوين في هذا المجال. توجهت إلى فرنسا من أجل دراسة هندسة الأرصاد الجوية، وعدت سنة 1985 إلى أرض الوطن لألتحق مباشرة بمديرية الأرصاد الجوية، حيث اشتغلت في البرنامج المغربي للاستمطار الصناعي « الغيث »، وهو مشروع أمر به الملك الراحل الحسن الثاني عقب توالي سنوات طوال من الجفاف على البلاد خلال ثمانينيات القرن الماضي.

في سنة 1997 تم إيفادي إلى دولة النيجر في إطار المساعدة ضمن مرصد إفريقي. قضيت هناك عامين ثم عدت إلى المغرب، ليتم تعييني مديرا جهويا للأرصاد الجوية بجهة الشمال. وظللت في هذا المنصب حتى عام 2005، حيث التحقت بمنظمة الأرصاد الجوية بجنيف بناء على طلب عروض، واشتغلت رئيس قسم البيانات والمراقبة المناخية لمدة 4 سنوات، ثم تمت ترقيتي إلى رئيس قسم مراقبة المناخ والسياسات المناخية.


في النشرة الإنذارية التي أذعتها بنفسك الأسبوع الماضي باسم المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، حذرت من ظاهرة « إل نينيو »، هلا شرحت لنا هذه الظاهرة بوضوح؟

إل نينيو (يعني الطفل المقدس باللغة الإسبانية) هي ظاهرة طبيعية قديمة تسبب اضطرابا في الحياة الطبيعية في المحيط الهادي أواخر دجنبر (عيد ميلاد المسيح). وهو مصطلح استعمله الصيادون على سواحل بيرو والإكوادور للدلالة على تيار المحيط الهادي الدافئ الذي يجلب أمطارا غزيرة ويؤثر على الأسماك...

لقد انتشرت ظاهرة إل نينيو على الكرة الأرضية بين عامي1997 و1998 وتسببت في اضطرابات مناخية هائلة في المناطق الاستوائية وفي القارة الأمريكية الشمالية فانتشرت الحرائق الهائلة في أندونيسيا والبرازيل واستمرت أشهرا عديدة، كما حدثت كوارث وطوفانات على شواطئ أمريكا اللاتينية وشرق القارة الأفريقية.

أما المستجد اليوم فهو التوقعات التي تشير إلى أن السنوات الخمس القادمة ستكون الأكثر دفئا على الإطلاق.

وكيف تفسر ذلك؟

ظاهرة إل نينيو تتكرر كل خمس سنوات، وقد سجلنا في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن السنوات الثماني الماضية من 2015 وحتى 2022 كانت الأشد احترارا منذ بداية القياسات في عام 1950، أي منذ 60 عاماً.

ووجدنا أن سنة 2022 كانت السنة الأشد حرارة من بين هذه السنوات الثماني، كما سجلنا ارتفاع منسوب سطح البحر، وسجلنا زيادة ظواهر الطقس المتطرفة مثل الجفاف والفيضانات وموجات الحرارة الشديدة تقريبا في كل دول العالم.

من المتوقع أن يكون العام الأكثر دفئا بعد عام 2023، حيث ستزداد ظاهرة « إل نينيو » بروزا، ومن المحتمل أن يكون عام 2024 قياسيا، إذا استمرت قوة الظاهرة في التطور بما يتماشى مع التوقعات.

هل المغرب معني بهذه التوقعات؟

المغرب وكافة البلدان الواقعة بساحل البحر الأبيض المتوسط هي الأكثر عرضة للتأثر بهذه التقلبات المناخية. وقد تعاقبت على المنطقة منذ ثمانينات القرن الماضي فترات متوالية من الجفاف أثرت على الموارد المائية. ومع مطلع الألفية الثالثة بدأت فترات الجفاف تطول وفي المقابل انخفض معدل التساقطات إلى ما دون المتوسط.

وجوابا على سؤالك حول ما إذا كانت المملكة المغربية ستتأثر بظاهرة إل نينيو، فإنه، وإن كانت المؤشرات توحي بأن البلاد ستتأثر بموجة الحرارة وبالتالي المزيد من الجفاف، إلا أن الدراسات لا تثبت هذه العلاقة 100%.

تحرير من طرف ميلود الشلح
في 19/07/2023 على الساعة 08:00, تحديث بتاريخ 19/07/2023 على الساعة 08:00