«ولادنا ضاعو هاد العام.. ما كاين لا قراية لا والو..»، تقول أم غاضبة خلال مشاركتها في وقفة احتجاجية عفوية نظمتها أمهات أمام المديرية الإقليمية للتعليم بابن مسيك بالدار البيضاء، صباح الثلاثاء 31 أكتوبر 2023. «حنا مع الأستاذ يطالب بحقو، باش ولادنا يقراو..»، تقول أم أخرى مؤكدة مطالبتها بوضع حد للإضرابات من أجل تمكين التلاميذ من الدراسة.
تصوير وتوضيب: عادل كدروز
وتفاجأ أباء وأولياء التلاميذ، صباح اليوم الثلاثاء، بإضراب الأساتذة لليوم الخامس في هذا الشهر، على الرغم من الاتفاق الذي أجرته الحكومة أمس الاثنين مع النقابات التعليمية بشأن مراجعة النظام الأساسي لموظفي التربية والتعليم العمومي.
فقد دعت التنسيقية الوطنية لأساتذة التعليم إلى إضراب وطني أيام 31 أكتوبر و1و2 نونبر، مع وقفات بالمؤسسات التعليمية وأمام المديريات يوم الخميس 2 نونبر، إلى جانب استمرار الإضراب الجزئي بساعتين صباحا ومساء بقية الأسبوع.
إقرأ أيضا : أخنوش يتفق مع نقابات التعليم على تجويد النظام الأساسي
وأوضحت التنسيقية أن هذه الخطوات الاحتجاجية تأتي بسبب «تعنت الوزارة الوصية على القطاع، وإصرارها على نهج سياسة صم الآذان والهروب إلى الأمام بغية تفعيل مضامين النظام الأساسي الاستعبادي ». مطالبة الوزارة بـ »الالتزام باتفاق 26 أبريل 2011 مع تفعيل قرار إحداث الدرجة الجديدة »، بالإضافة إلى « مراجعة الأرقام الاستدلالية بتفعيل مبدأ العدالة الاجرية داخل قطاع الوظيفة العمومية».
ومن المتوقع أن يخوض الأساتذة إضرابا عاما آخر يومي الثلاثاء والأربعاء 7 و8 نونبر المقبل، مصحوبا بمسيرة في اتجاه مقر وزارة التربية الوطنية بالرباط الثلاثاء 7 نونبر المقبل، مع الاستمرار في التوقف عن العمل خلال فترة الاستراحة طيلة باقي أيام الأسبوع.
إقرأ أيضا : النظام الأساسي يتسبب في أزمة ثقة بين بنموسى والنقابات
توالي الإضرابات يقلق أولياء التلامذة
عبرت الفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلامذة بالمغرب عن قلقها بسبب توالي الإضرابات منذ انطلاق الموسم الدراسي 2023/2024، مسجلة بـ »مرارة الوضع الراهن والمرتبط باستمرار الإضرابات والتوقف الدراسي في صفوف تلميذات وتلاميذ المدرسة العمومية بسبب مطالب هيئة التدريس وترافعها عن تجويد مسار النظام الأساسي الجديد المنظم لها « .
تصوير وتوضيب: معاد مرفوق
وأعرب نور الدين عكوري، رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلامذة بالمغرب، في تصريح لـ Le360، عن قلقه وتذمره من الوضعية الراهنة التي تشهدها المدرسة العمومية المغربية جراء الإضرابات المتواترة والمتكررة، « التي تجعل زمن التعلمات الدراسية في ضياع مستمر، خصوصا وأن المنظومة تعرف كثيرا من المشاريع الوطنية التي تمس بشكل مباشر جودة الخدمات المقدمة بالمدرسة المغربية».
نزيف الزمن المدرسي
تشير إحصائيات غير رسمية إلى أن إضراب 283 ألف و662 أستاذة وأستاذ من أطر التدريس نجم عنه خلال أكتوبر الجاري، ضياع أزيد من 8 ملايين ساعة عمل تدريس من الزمن التعليمي بالمستويات الثلاثة: الابتدائي والإعدادي والثانوي.
وقال نور الدين عكوري، رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلامذة، إن الإضرابات قد أثرت بشكل كبير على الزمن المدرسي، مشيرًا إلى أن « أغلب التلاميذ لا يزالون يعانون من تأخر في مناهجهم التعليمية نتيجة لتلك الإضرابات »، وأكد أن « التلاميذ الحاليين سيعانون بشكل أيضًا من نقص في تعليمهم ».
ووجه عكوري رسالته إلى الأساتذة قائلًا: « لديكم الحق في الدفاع عن مطالبكم، والدستور المغربي يمنحكم هذا الحق، ونحن لا نعارض ذلك، ولكن هناك وسائل واستراتيجيات أخرى يمكن استخدامها للمطالبة بالحقوق دون اللجوء إلى الإضراب، لأن التلاميذ أيضًا لديهم حق في التعليم».
إقرأ أيضا : بالفيديو: لقاء تواصلي بمراكش لتوضيح مضامين النظام الأساسي الجديد لموظفي التعليم
غير أن أحد أعضاء التنسيق الوطني للتعليم رد عليه من خلال تصريح صحفي قائلا: « ليس هناك وسيلة أخرى للتعبير عن الاحتجاج سوى اللجوء إلى الإضراب من أجل تحقيق المطالب، لأننا لجأنا إلى أساليب أخرى في الماضي لكنها لم تنجح، والجميع يتفق على أهمية الإضراب من أجل الكرامة، حتى إذا كان ذلك يتسبب في فقدان الأجور بالكامل ».
وعبّر عكوري عن أمله في أن تتخذ الحكومة والوزارة المسؤولة عن القطاع قرارات مناسبة لحل المشاكل التي يواجهها القطاع التعليمي، مشيرًا إلى أن كثرة الإضرابات تعتبر ظلمًا تجاه تلاميذ التعليم العمومي.
وأعرب رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلامذة عن قلقه إزاء الوضع الحالي الذي يشهده النظام التعليمي العام في المغرب نتيجة التواتر والتكرار الكبير للاضرابات، مما يؤدي إلى استمرار فقدان الزمن التعليمي.