وبالإضافة إلى زخمها التاريخي والجغرافي، فلواحة فكيك بُعد فلاحي وتنموي، جعل منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) تعترف بهذه الواحة ضمن نظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية، لتكون فكيك من ضمن 60 موقعا في العالم الذي نال هذا الاعتراف.
نُظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية، هي نظم إيكولوجية زراعية تسكنها مجتمعات محلية، تعيش في علاقة معقدة مع أراضيها، وهذه المواقع التي تتطور باستمرار، هي نظم تتمتع بالقدرة على الصمود، وتتميز بتنوع بيولوجي زراعي رائع، ومعارف تقليدية، وثقافات ومناظر طبيعية لا تقدر بثمن، يتولى إدارتها المزارعون والرعاة وصيادو الأسماك وسكان الغابات على نحو مستدام، وبطرق تسهم في ضمان سبل كسب عيشهم وأمنهم الغذائي.
وقامت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، بفضل برنامج نظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية، بتحديد ما يزيد عن 60 موقعًا في العالم، كانت واحات فكيك بما تمثله من فائدة بيئية وفلاحية وزراعية من ضمن هذه المواقع الستين.
وبمناسبة اعتراف منظمة الفاو بواحة فكيك، قام وزير الفلاحة والصيد البحري والمياه والغابات والتنمية القروية محمد صديقي، بتسليم درع تصنيف واحات فجيج ضمن نظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية من طرف منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) لرئيس المجلس البلدي لفكيك، وذلك بحضور ممثل المنظمة العالمية، بتكلفة إجمالية قدرها 5,58 مليون درهم، يخص مخطط تنمية نظم التراث الزراعي ذات الأهمية العالمية لموقع فكيك، الحفاظ على الموارد الوراثية، وتعزيز التنوع البيولوجي الزراعي المحلي، وتنمية المنتجات الفلاحية المحلية، والحماية والتدبير المستدام للتربة وللموارد المائية والثقافة والتراث اللامادي، والترويج للسياحة البيئية والصناعة التقليدية.
وتعتبر فكيك أهم واحة بجهة الشرق، وواحدة من أرقى الواحات على المستوى الوطني، حيث لم يتمكن هذا النظام من الحفاظ على توازنه إلا بفضل توفر الموارد المائية، والحفاظ على نظام ري مبتكر، يتكيف بشكل جيد مع الموقع، وتواجد تنظيم جمعوي، قائم على التضامن والانضباط والوعي الجماعي.
يتميز نظام التراث الزراعي ذو الأهمية العالمية فكيك، على وجه الخصوص، بتنوعه البيولوجي الزراعي الغني، وسلالات الأغنام المحلية، وأصناف نخيل التي تمكن من توفير دخل للفلاحين والكسابة، وإدارة جماعية للموارد المائية قائمة على الحقوق العرفية وتجارة مزدهرة.