ويتواصل التطاول بقوة ودون وجه حق على الملك العمومي بمدينة طنجة، حتى أصبحت أحياء بأكملها تعيش وقع الاحتلال بالقوة أمام تقاعس السلطات في تنفيذ حملات لتحرير الملك العمومي، كما هو الشأن بالنسبة لمنطقة بوخالف وبني مكادة، التي أغلقت فيهما أزقة وشوارع، وهو ذات الأمر الذي تعيشه حومة الحداد قرب السوق.
استغلال ممنهج وبشع
عاين LE360 تفاصيل ظاهرة احتلال الملك العمومي بعدد من أحياء طنجة في الآونة الأخيرة، وبدأ الأمر وكأنه إنزال ممنهج منذ بداية شهر أكتوبر الماضي، حيث عاد عدد من الباعة المتجولون كما التجار وكذا أصحاب المقاهي الشعبية إلى احتلال الأرصفة والممرات، ولم يقف الحد عند هذا الأمر بل أضحى ممنوعا مرور السيارات والساكنة من بعض الأزقة كما هو الشأن بالنسبة لحي بني مكادة وأرض الدولة، وقرب سينما طارق، وكذا حي بوخالف إضافة إلى حومة بنكيران والسواني ومسنانة.
ولم تتوقف عمليات احتلال الملك العمومي والأرصفة مقتصرة على نشاط الباعة المتجولون فقط، بل أصبح عدد من التجار بهذه الأحياء يساهمون في احتلال الشوارع والأزقة والأرصفة كما الشأن بالنسبة لبني مكادة وبوخالف، حيث استغل هؤلاء فوضى البيع لعرض سلعهم وتجارتهم فوق الممرات العمومية وأمام بوابات العمارات السكنية، كونهم ، حسب مصادرنا، لا يكترثون بأي سلطة رادعة، ويقومون باحتلال شوارع وطرق وأرصفة، لمزاولة تجارتهم أو توسيع مساحة اشتغالهم..
أزقة وأحياء مغلقة
لطالما صادقت الجماعة الحضرية لطنجة وكذا عدد من المقاطعات على مقرر يرمي إلى تقنين عملية احتلال الملك العام بنسبة محدودة مؤدى عنها، وعدم تجاوزها تحت طائلة التعرض لعقوبة، غير أن الجهود والمقررات تبقى غير كافية لإيواء الباعة الجائلين في أسواق نموذجية، وهي أسواق تحولت إلى خراب وإلى مرتع لشتى أنواع الجرائم وترويج الممنوعات بطنجة.
وتحول موضوع التعدي على الملك العمومي بمدينة طنجة، والذي لم يعرف أي تراجع يذكر منذ أسابيع، إلى مشكلة حقيقية يعاني منها الساكنة على الخصوص، خصوصا القاطنين بالقرب من سوق حومة الحداد، وبالقرب من شارع مولاي إسماعيل ببني مكادة ومسنانة، وكذا بالقرب من الشارع الرئيسي في حومة بنكيران، حيث تحولت أحياء إلى فضاءات ممنوع المرور منها بسبب احتلالها من قبل باعة الخضر والفواكه وباعة الأسماك بالتقسيط، وكل ذلك أمام مرأى السلطات المحلية وعناصر القوات المساعدة التي تقف مكتوفة الأيدي أمام أي تدخل.
وبات مستحيلا أيضا على أصحاب السيارات القاطنين بهذه الأحياء ركن سياراتهم أو المرور من تلك الأزقة للتوجه الى مساكنهم بسبب الفوضى العارمة، كما تأثر من هذه المشاهد عدد من سائقي سيارات الأجرة الصغيرة الذين وجدوا مشاكل كبرى في المرور من وسط الأزقة برفقة زبنائهم نظرا للعرقلة التي يتعرضون لها كل يوم.
صورة قاتمة تزحف نحو المدينة
ليست وحدها الأحياء السالف ذكرها من تعاني بمدينة طنجة من ظاهرة الباعة المتجولين ومن الزحف على الملك العمومي، وإنما شوارع وأزقة تحولت لمناطق سوداء أخرى بوسط المدينة خصوصا بشارع فاش وبشارع المكسيك وكذا بالمدينة العتيقة التي تعرف زيارات متتالية لسياح مغاربة وأجانب، وتحولت بدورها في الفترة الأخيرة إلى شبه سوق عشوائي تعرض فيها جميع المنتجات والسلع.
وقد أربكت هذه الظاهرة حركة السير بشكل كبير وفي شتى الأحياء القريبة من وسط المدينة، فمن مسنانة وكاسبراطا وبالقرب من شارعها الرئيسي حتى منطقة سوق السواني وسوق الداخل وسوق برا بطنجة، لا تنتهي مشاكل الباعة المتجولين الذين يفترشون الأرصفة بالقوة، دون أي اكتراث للسلطات المحلية التي عجزت في المدة الأخيرة عن تحريك عمليات تحرير احتلال الملك العمومي، والتعامل بصرامة مع الباعة المتجولين والتجار وأصحاب المقاهي الذي يتجاوزون الحدود المسموح بها ويلتهمون المساحات المخصصة للراجلين في جل أنحاء مدينة طنجة...