وأبرزت يومية « الأخبار » في عددها الصادر لنهاية الأسبوع الجاري، أن جمعيات بيئية حذرت من استعمال مبيدات كيميائية محظورة دوليا، لما لها من آثار سلبية على البيئة وصحة الإنسان، مشيرةً إلى أن جمعية «أصدقاء البيئة» عبرت عن مخاوفها من لجوء السلطات إلى استعمال هذه المبيدات التي سبق استخدامها خلال الثمانينات والتسعينات لمكافحة الجراد، ومؤكدة أن هذه المواد الكيميائية قد تؤدي إلى أضرار جسيمة بالنظم البيئية الهشة، سيما في محمية بحيرة « إريقي » والمناطق الصحراوية التي تعد موطنا للحيوانات البرية النادرة، مثل الغزلان والنعام.
وأوضحت اليومية في مقالها أن الجمعية حذرت من خطورة تسرب هذه المواد السامة إلى التربة والمياه الجوفية، مما قد يؤثر بشكل مباشر على صحة السكان المحليين والثروة الحيوانية والنباتية، حيث دعت الجهات المختصة إلى اعتماد حلول بيئية بديلة، مثل المبيدات البيولوجية والعضوية، والتي تعد أقل ضرراً مقارنة بالمبيدات الكيميائية المحظورة.
وأوردت الجريدة في خبرها موقف جمال أقشباب، رئيس جمعية «أصدقاء البيئة»، والذي بيَّن أن الجراد بدأ في غزو مناطق قريبة من جماعة زاكورة، مثل منطقة « الشكاكة » غرب امحاميد الغزلان، مما يستوجب تحركاً سريعاً لمكافحته، مشددا في الوقت نفسه على ضرورة تجنب الأخطاء البيئية السابقة التي كلفت المنطقة ثمناً باهظاً، حيث تعبيره، ومؤكدا على أن استعمال المبيدات السامة في العقود الماضية تسبب في تدهور التنوع البيولوجي بالمنطقة، حيث أثرت على الغطاء النباتي والحيوانات والطيور وحتى الفرشة المائية التي يعتمد عليها السكان.
وأضاف الفاعل الجمعوي أن هناك اتفاقيات دولية تمنع استخدام أنواع معينة من المبيدات حتى في حالات الطوارئ البيئية، معتبرا أنه « لا يمكن مواجهة أزمة الجراد عبر خلق أزمة بيئية أخطر»، ومطالبا السلطات المعنية باعتماد الشفافية في الكشف عن المواد المستخدمة في مكافحة الجراد، داعيا إلى تعزيز المراقبة والتدقيق في جودة المبيدات المستعملة لحماية صحة الإنسان والبيئة على حد سواء.
وأشارت الجريدة في متابعتها لهذا الموضوع، إلى أن هذه التحذيرات تأتي في وقت تعيش فيه المنطقة على وقع تساقطات مطرية مهمة خلال شهري شتنبر وأكتوبر الماضيين، ساهمت في انتعاش الغطاء النباتي والثروة الحيوانية، مما يجعل أي قرار باستخدام مواد كيميائية خطيرة بمثابة تهديد مباشر للمكتسبات البيئية التي تحققت، مبينة أن الفاعلين البيئيين أوصوا بضرورة انتقاء المبيدات المستعملة بعناية، والتنسيق بين وزارتي الفلاحة والداخلية لضمان اتخاذ تدابير وقائية لا تؤثر سلباً على السكان والبيئة، ومعتبرين أن الحلول المستدامة هي السبيل الأمثل لحماية الموارد الطبيعية، والتصدي لآفة الجراد دون الإضرار بالتوازن البيئي.
مرحبا بكم في فضاء التعليق
نريد مساحة للنقاش والتبادل والحوار. من أجل تحسين جودة التبادلات بموجب مقالاتنا، بالإضافة إلى تجربة مساهمتك، ندعوك لمراجعة قواعد الاستخدام الخاصة بنا.
اقرأ ميثاقنا