وقالت الدكتورة خديجة موسيار، اختصاصية في الطب الباطني وأمراض الشيخوخة، إن أهمية هذا اليوم التحسيسي تبرز كفرصة لتقييم وتحسين التشخيص لمرض السيلياك في المغرب، والذي لا يزال يعاني من نقص في التوعية والفهم.
وتشير الطبيبة، في تصريح لـLe360، إلى أن « مرض السيلياك لا يزال غير معروف في المغرب على الرغم من أنه يصيب حوالي 1٪ من السكان ». وتشدد على أهمية تحسين الوعي حول الأعراض والعوامل الوراثية المرتبطة به.
وتوضح موسيار، التي تشغل منصب نائبة رئيسة الجمعية المغربية لمرض السيلياك وحساسية الغلوتين، أن هناك استعدادا وراثيا قويا للمرض ويتأثر الأقارب في 10٪ من الحالات. « فوجود قريب من الدرجة الأولى كالأب أو الأم أو أحد الأخوة مصاب بالداء الزلاقي يرجح بنسبة 10% لأن يكون هناك شخص آخر مصاب في العائلة ».
ويصيب مرض السيلياك خصوصا النساء، وفق إفادة هذه الطبيبة المختصة، وينتج عن عدم تحمل مادة الغلوتين، البروتين الموجود في القمح والشعير والجاودار، هو من أمراض المناعة الذاتية حيث يقوم جهاز المناعة بمهاجمة أنسجة الأمعاء الدقيقة فيسبب ضررا لبطانة الأمعاء مما يودي إلى تلف واضطرابات امتصاص الحديد والكالسيوم والفيتامينات والعديد من المضاعفات الأخرى.
أعراض المرض جد مربكة
تقول الدكتورة خديجة موسيار إنه يصعب تشخيص المرض بسبب مظاهره المتعددة وتحول ظروف اكتشاف المرض في غضون بضع عقود من مشكل يخص الرضع والأطفال الصغار، والذي تقتصر علاماته على الجهاز الهضمي مع إسهال وتقيؤ وحالة عصبية وانقطاع للنمو، إلى مرض يعني بالأخص المراهقين والبالغين، وحتى الأشخاص ما فوق 65 عامًا مع علامات متنوعة جدا.
« آلام المفاصل، هشاشة العظام، فقر الدم، الإجهاض المتكرر، تقرحات الفم، التهاب الجلد، الصداع النصفي والتعب المزمن والقلق والاكتئاب.. أعراض تشكل الطيف السريري الواسع للمرض »، توضح نائبة رئيسة الجمعية المغربية لمرض السيلياك وحساسية الغلوتين، مضيفة أنه يمكن للمرض أن يبقى صامتا لسنوات مع الاستمرار في عمل التدمير.
تشخيص المرض
نظرا لكل هذه الأعراض المتعددة الأوجه، تقول الطبيبة المختصة، غالبًا ما يتم اكتشاف مرض السيلياك عند البالغين في مرحلة المضاعفات. ويستغرق تشخيص المرض في المتوسط أكثر من 13 عامًا ومقابل كل حالة يتم اكتشافها، تظل 9 حالات بدون تشخيص. يتم إثبات المرض من خلال رصد المستوى المرتفع لمضاد الغلوتاميناز المسئول عن مهاجمة الجسم ومن خلال أخذ خزعة من جدار الأمعاء واكتشاف ضمور طيات جدار الأمعاء.
نظام غذائي صارم مدى للحياة
وحسب الطبيبة موسيار، فإن العلاج الوحيد المتاح حاليًا هو نظام غذائي صارم خالي من الغلوتين. لا يزال تطبيقه يمثل مشكلة بسبب عدم وجود علامات إلزامية على تواجد الغلوتين في المنتجات التجارية. يمكن أن يكون هذا الأخير موجودً بشكل غير متوقّع في الأدوية، وأحمر الشفاه، ومعجون الأسنان، والحلوى، والأطباق المطبوخة...