وأبرز صليح أزحاف، أستاذ القانون العام بكلية الحقوق، في تصريح للموقع، أن هذه الندوة التي نظمها مختبر القانون العام والعلوم السياسية، بشراكة مع جامعة محمد الأول، وكلية الحقوق، تأتي من أجل المساهمة بدراسات وأبحاث أكاديمية لتقنين ومأسسة مفهوم التضامن، والذي أخذ حسب المتحدث نفسه، في الآونة الأخيرة، حيزا مهما من النقاش العمومي بسبب مجموعة من الأحداث، سواء الحدث الدستوري المهم الذي أطلق هذا المفهوم، وكذلك الأحداث أو الكوارث الطبيعية التي أيضا ساهمت في إحياء لهذا المفهوم أو النقاش بشكل قوي، خصوصا بعد زلزال الحوز، وكذلك بعد جائحة كورونا.
وفي هذا السياق، استعرض أساتذة جامعيون وباحثون، الأهمية التي يكتسيها موضوع التضامن الاجتماعي، لاسيما في ظل توجه المملكة نحو تكريس الدولة الاجتماعية، واعتماد التدابير والمبادرات الرامية إلى تعزيز التكافل الاجتماعي، حيث أشار المتدخلون إلى انخراط المغرب في ترسيخ مفهوم الدولة الاجتماعية، وتعزيز التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع، مسلطين في السياق ذاته الضوء على الإجراءات والسياسات التي تروم تعزيز العدالة الاجتماعية، وتقليص الفوارق الاجتماعية والمجالية.
وبين عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بوجدة، إدريس دريوشي، أن هذا اللقاء يأتي في إطار مواكبة الورش الملكي لتعميم الحماية الاجتماعية وترسيخ مفهوم الدولة الاجتماعية، مضيفا أن هذه المبادرة تشكل استجابة حيوية للتحديات الاجتماعية، التي تعكس التزام المملكة لمواكبة التطورات الراهنة، وتلبية احتياجات المواطنين، والرفع من الوعي بأهمية التضامن الاجتماعي كأساس لبناء مجتمع متكافل.
إبراز أهمية تعميم الحماية الاجتماعية في ترسيخ قيم التضامن والتكافل موضوع ندوة بكلية الحقوق بوجدة. LE360
بدوره، أكد مدير مختبر القانون العام والعلوم السياسية، محمد الوزاني، أن المغرب سعى إلى تعزيز مبدأ التضامن الاجتماعي، بهدف بناء مجتمع مترابط ومتعاون وتكريس هذا المفهوم كقيمة أساسية، مبينا أن برنامج هذه الندوة، المنظمة تحت شعار « التضامن الاجتماعي نحو التقنين والمأسسة »، تضمن مناقشة مواضيع من قبيل « القضاء الإداري ونظرية التضامن الوطني: قراءة في أسس وطبيعة النظرية »، و »البعد الاستثماري لمكونات الاقتصاد الاجتماعي »، ومواضيع أخرى من قبيل « أسس التضامن في ميزان نموذج الدولة الاجتماعية تجارب دولية »، و »سوسيولوجيا التضامن الاجتماعي: مقاربات نظرية وملاحظات حول المشهد التضامني بالمغرب ».