جريدة أخبار اليوم عنونت ملفها ب "زواج على الأنترنيت، لكن على الطريقة المغربية"، وفي عنوان فرعي"من العالم الافتراضي إلى القفص الذهبي"، وتتابع "الزواج عن طريق الفايسبوك أو عن طريق مواقع التعارف ظاهرة لم تعد مقتصرة على المجتمعات الغربية التي اجتازت العديد من المراحل إلى أن أصبحت تعتمد على الأنترنيت في الزواج، بل بدأت الظاهرة تغزو المجتمع المغربي لكن بطريقة مختلفة، فمواقع التعارف والتواصل الاجتماعي لا تستعمل فقط للبحث عن شريك حياة، بل هي وسيلة للنصب والاحتيال، وهي طريقة للتزييف أو إخفاء الحقيقة، وهي عند آخرين أفضل السبل من أجل إتمام الزواج من أجنبي والهجرة من المغرب".
وتضيف اليومية "هي استعمالات من بين أخرى لهذه المواقع التي جعلت عبارات خطبي لولدك، زوجي بنتك، التي كانت تتردد على مسامع الأمهات في المغرب باعتبارهن صاحبات الكلمة الأولى في مسألة زواج أولادهن، تنتمي إلى الماضي السحيق".
وتنشر اليومية قصص كثيرة من قصص الزواج عبر الأنترنيت، منها ما تكلل بالنجاح وهناك العكس، كما تنشر رأي الدين في مثل هذه الزيجات، إضافة إلى بعض الدراسات التي أكدت بعضها أن الزواج عبر الأنترنيت أكثر نجاحا.
جريدة المساء عرضت نوعا آخر من التعارف، التعارف المفضي إلى الدعارة، وعنونت ملفها ب "حكايات غريبة لمغاربة ينفقون آلاف الدراهم على الدعارة عبر الكام"، "فتيات يعرضن خدماتهن الجنسية والشعار..شارجي ليا.. نتعرى ليك".
وتتابع المساء "السكايب، البريد الإلكتروني، الواتس آب، التويتر، الفيسبوك...، وسائل معلوماتية متطورة، لا يمكن للإنسان المغربي رجلا كان أو امرأة غير الوقوف مشدوها أمامها، والخوض في دواليبها رغبة منه في استكشاف عوالمها المغرية والمثيرة، بحكم التربية التي اعتمدها الأباء والأمهات على مر السنين والمبنية على أساس "العيب والحشومة"، وغياب تربية جنسية تؤهل الشباب ذكورا وإناثا للتعامل مع الأنترنيت بشكل إيجابي، وليس تحطين أرقام قياسية ومتصدرة من حيث البحث في المواقع الإباحية عن الجنس".
وتضيف جريدة المساء "الخيانة الإلكترونية وصالات المساج، وعرض الجنس مقابل التعبئة، محاول ملف الأسبوع الذي نتناول من خلاله سلسلة "روبرتاجات" من أرض الواقع لضحايا ومدمنين على الجنس الإلكتروني بوصفه وسيلتهم التي تحق لهم الأمن الاجتماعي والجنسي، بخلاف المتعارف عليه في حالة الدعارة التقليدية المعروفة أوكارها وروادها والعاملون فيها".
الافتراضي والحقيقة
الجريدتان معا ناقشتا موضوعين مختلفين، لكن يلتقيان في نقطة مهمة وهي العالم الإفتراضي، الذي بات واقعا يعيشه الكثير من الأشخاص، ويتفاعل معه كحقيقة مطلقة.
هناك من استغل فرصة ما وفرته الثورة التقنية، للبحث عن شريك لحياته، وهناك من أصبح قائدا افتراضيا يفتي ويحارب طواحين الهواء، وهناك من وجد ضالته في ممارسة الجنس بعيدا عن رقابة العائلة والمجتمع.
لكن الخطير في الأمر، أن هناك من لا يعرف خطورة عرض حياته بالكامل على الأنتريت، فهناك أشخاصا يستغلون سذاجة البعض للعبث بحياتهم الشخصية وتهديدهم، وما الصفحات التي ظهرت على الفايسبوك إلا دليل على هذا، فصفحة سكوب مراكش أو القصر الكبير أو غيرهم من الصفحات حولت حياة أناس أبرياء إلى حجيم لا يطاق، أفضى في كثير من الأحيان إلى إنهاء حياة زوجية دامت سنين، أو أنهت حياة بشرية بعد إقدام الضحايا على رضع حدا لحياتهم.