ووفقا لما ذكرته مصادر مسؤولة، فإن الحادث استنفر المصالح المعنية التابعة لولاية جهة طنجة تطوان الحسيمة، حيث انتقلت فور علمها بهذه الحالة كل من مصالح الوكالة الوطنية للمياه والغابات ومصالح المكتب الوطني للسلامة الصحية، والتي عملت على أخذ عينات من الطيور النافقة لإرسالها للمختبر الجهوي التابع للمصلحة البيطرية بطنجة.
وأوضحت مصادرنا أن التحاليل المخبرية هي التي ينتظر أن تكشف سبب نفوق هذه الطيور المهاجرة والإجابة عن التساؤلات المثيرة من قبل المختصين في المجال البيئي حول سبب النفوق المتزامن مع تواصل مرور أسراب من الطيور المهاجرة على المنطقة خصوصا في هذه الفترة من السنة، وكذا أسباب النفوق وهل يتعلق الأمر بإصابتها بمرض معد أو تلوث كيماوي، هذا في الوقت الذي تحدثت فيه مصادر على أن هناك أسباب أخرى قد تعود بالأساس إلى ارتطام أجساد الطيور بالتيار الكهربائي عالي الضغط نتيجة هبوب رياح قوية في الأيام الأخيرة على المنطقة .
وحسب مصادرنا، فإن الأسراب النافقة التي عثر عليها الساكنة من أنواع مختلفة تعبُر هذا المسار الدولي المعروف عالميا، خصوصا بمرور طيور الفلامينغو وغيرها من الطيور من فصيلة البجعيات في مثل هذا الفصل من السنة.
وغالبا ما تقضي مثل هذه الأنواع من الطيور النافقة فصل الشتاء جنوب الصحراء تم تعود نحو أوروبا للتفريخ، وأن منطقة طنجة واصيلة تعتبر بالنسبة لهذه الطيور الجارحة ممرا لهجرتها.
وتعد جهة طنجة تطوان الحسيمة وجهة هامة للطيور المهاجرة، حيث تشتهر هذه الجهة بكثافة المناطق الرطبة، مما يجعلها ملاذًا مثاليًا للعديد من أنواع الطيور التي تتوافد إليها سنويًا.
وفي ظل التحديات المتعلقة بالإجهاد المائي، تسعى الوكالة الوطنية للمياه والغابات إلى توفير البيئة المناسبة لهذه الطيور لتسهيل هجرتها وتأمين مراحل رحلتها الطبيعية، حيث تشير تقارير رسمية إلى أن ما يفوق عن 10 آلاف من الطيور المهاجرة تدخل على المنطقة عبر مرحلتين، فيما نحو 160 صنف من الطيور المهاجرة تمر عبر هذه المنطقة ما بين طنجة واصيلة بينها أنواع من النسور والفلامنغو.