يقول ملف الأسبوعية، إن الجنس ببساطة كان موضوعا كما سائر المواضيع، وكان الناس يتحدثون فيه بكل طلاقة، بل ويحولونه إلى قصائد وحكايات وروايات، ولم يكن الأمر يعتبر إفسادا للأخلاق أو طابو وجب خنق مفرداته وحجب كلامه.
ونقلت الأسبوعية، قصة امرأة، تدعى حبى المدينية، عاشت في ولاية "مروان بن الحكم" على المدينة، وقيل إنها "كانت مزواجا حتى في آخر عمرها"، وذكر عدد من الروايات عن حادثة مشهورة وقعت لهذه المرأة حين سألها ابنها ببساطة عن أحسن طرق المعاشرة الجنسية فقالت" يا بني إذا كانت مسنة مثلي فأبركها وألصق خدها بالأرض ثم أوعبه فيها، وإذا كانت شابة فاجمع فخديها إلى صدرها فأنت تدرك بذلك ما تريد منها وتبلغ حاجتك منها".
وتحدث ملف الجريدة، عن المثلية الجنسية والجنس خارج مؤسسة الزواج، حيث تطرق الجاحظ في كتابه "مفاخرة الغلمان والجواري" عن موضوع يندرج ضمن خانة المحرمات والممنوعات. ففي عصره وزمانه سينتبه الجاحظ للمثلية الجنسية ولمسألة العلاقات الجنسية خارج مؤسسة الزواج، ليخرج بكتاب هو شهادة قوية على نوع اللغة التي كان العرب يستعملونها في التعبير عن حياتهم الجنسية.
ماض مستنير
كما تتحدث الأيام، عن توطئة كتاب الجاحظ الذي انتبه إلى أهمية الجنس في حياة الناس، وإلى ضرورة الخوض فيه باعتباه علما من العلوم التي يجب فهمها.
في الثقافة العربية السائدة اليوم، يعتبر الجنس واحدا من أقوى الطابوهات وأكثرها استعصاء على الاختراق، وهو موضوع يخضع في الغالب لمفردات لمفردات الحياء والخجل، ويخضع أكثر من ذلك لسلطة الرقابة والمنع، ويدخل في باب المحرمات لكن حسب ما قرأنا في ملف الجريدة، فالأمر لم يكن كذلك في الماضي البعيد.
فالعديد من الفقهاء والشعراء تناولوا من خلال كتب ومؤلفات موضوع الجنس، وناقشوه وفصلوا فيه، بل ونقلو أسراره وحكاياته بالكثير من الوضوح وبلغة قد تعتبر بالنسبة للبعض اليوم خارج قواعد الآداب والعامة، وضد التقاليد والأعراف، والنتيجة من كل هذا مجتمع غارق في الطابوهات والمسكوت عنه.