وسلطت يومية «الأخبار»، في عددها الصادر ليوم الثلاثاء 24 شتنبر 2024، الضوء على هذا الحادث، مشيرة إلى أنه ما يقارب 60 شخصا شعروا، ليلة السبت-الأحد، وصباح اليوم الموالي، بمغص شديد في المعدة، ما استدعى نقل 44 منهم إلى المستعجلات لتلقي العلاج، مبينتا أن جل الطلبة المهندسين أجمعوا على أن سبب إصابتهم بالمغص الحاد، راجع إلى وجبة عشاء، تناولوها داخل المعهد، كانت عبارة عن طبق من الدجاج.
وأضافت اليومية أن ليلة صعبة مرت على طلبة المعهد، نتيجة شعور الكثير من المنتمين إلى المؤسسة بألم شديد في البطن، ولم يجد بعضهم من يقدم له يد المساعدة، خاصة المتواجدون في غرف بعيدة، مبرزة أنه وبحلول فجر أمس الأحد، بدأت مستعجلات مستشفى ابن سينا بالرباط، تستقبل الحالات المتأثرة، في حين أن البعض فضل تناول بعض الأدوية وعدم زيارة المستشفى.
وحسب الصحيفة، فقد مكث العشرات من الطلبة داخل المستعجلات، وتمكن جزء مهم منهم من مغادرة المستشفى، في وقت احتفظ فيه الأطباء بعشرة مصابين، بسبب وضعهم الصحي غير المستقر، مشيرا إلى أنها ليست المرة الأولى التى تسجل فيها حالات التسمم الغذائي داخل المدارس والأقسام الداخلية، إذ أن هذا الأمر تحول إلى عادة مألوفة، تمس التلاميذ والطلبة على حد سواء، الأمر الذي يطرح أكثر من سؤال حول جودة الخدمات المقدمة لهذه الفئة، معتبرا أن حالات التسمم ارتفعت بعدما لجأت المؤسسات التربوية وبعض المدارس العليا، إلى الاستعانة بشركات في قطاع المطعمة والنظافة، وإعفاء موظفي هذه المؤسسات من تقديم خدمات الإطعام للطلبة، غير أن ضعف المراقبة وغيابها، أحيانا، يؤديان إلى ما وصفته «الأخبار» بـ«انفلاتات» تهدد صحة المستفيدين من الإطعام.
وأشارت الجريدة نفسها إلى أن مؤسسات التعليم العالي والأكاديميات الجهوية أضحت تعلن صفقات الإطعام والنظافة بمقابل مالي هزيل نسبيا، لذلك فإن الشركات التي تفوز بالصفقات تحاول جاهدة بدورها تخفيض التكاليف، واستعمال مواد غذائية أقل جودة من أجل ضمان هامش ربحي أكبر، الأمر الذي يهدد صحة التلاميذ والطلبة في الكثير من الأحيان، علما أن الموسم الدراسي الماضي، سجل مئات الإصابات بتسممات غذائية، دون أن تحرك وزارتا التربية الوطنية والتعليم العالي ساكنا.
وذكَّر مقال الصحيفة بحادث تعرض 47 تلميذة مقيمة في القسم الداخلي التابع لثانوية أبي ذر الغفاري الإعدادية، التابعة للمديرية الإقليمية للتربية الوطنية بوجدة أنكاد، لتسمم غذائي، بعد تناولهن وجبة العشاء، الأمر الذي استدعى نقلهن صوب المستشفى الجامعي محمد السادس بوجدة قبل مغادرتهن بعد تحسن حالتهن.
وفي شهر ماي الماضي، تعرّضت 31 تلميذة وتلميذا بمجموعة مدارس «أوريز»، التابعة لمديرية التربية الوطنية بزاكورة، لتسمّم غذائي بعد تناولهم وجبة إطعام مدرسي مكونة من حليب معلب وبسكويت خلال الفترة الصباحية، مما تطلب استدعاء رجال الوقاية المدنية، حيث تم نقل المصابين إلى المستشفى المحلي بأكدز، قبل مغادرتهم له في صحة جيدة.