وتأتي عملية انتشال جثة الهالك بعد مرور أزيد من 19 ساعة من قيام السلطات المحلية ومصالح الوقاية المدنية بأعمال الحفر والبحث، والتي كانت مدعومة بجرافات وآليات الحفر وتقطيع الحديد من حطام أساسات البناء التي انهارت على الحارس الليلي الذي كان يبيت بالمكان في ظل غياب شروط السلامة بداخل ورش بناء العمارة السكنية التابعة لمنعش عقاري مشهور بطنجة.
وبناء على تدخل من ثلاث جرافات استقدمتها ولاية طنجة تحت إشراف الوالي التازي، ثم العثور على جثة الهالك الذي لقي مصرعه مباشرة عقب حادث انهيار أساسات بناء العمارة في طور البناء، وهو ما كان قد أكده ابنه وأفراد من أسرته التي فقدت الاتصال معه منذ يوم أمس الثلاثاء.
وجرى نقل جثة الضحية البالغ من العمر نحو 55 سنة إلى مستودع الأموات ذوق ذي طوفار والتابع للمستشفى الجهوي محمد الخامس بطنجة، حيث سيتم إخضاع جثته لتشريح طبي تحت إشراف النيابة العامة لمعرفة أسباب الوفاة، قبل تسليمها لأفراد أسرته وعائلته بغية نقلها ودفنها بمسقط رأسه ضواحي مدينة سيدي قاسم.
في سياق متصل، فتحت السلطات المحلية بمدينة طنجة، تحت اشراف النيابة العامة بالمدينة، تحقيقا عاجلا لمعرفة تفاصيل وملابسات انهيار أساسات بناء العمارة السكنية التي توجد ضمن مشروع سكني جرى توقيف الأشغال به من قبل ولاية طنجة منذ عهد الوالي السابق محمد امهيدية، وذلك بناء على تقارير بوجود انهيارات أرضية وخطورة البناء بالمكان وفقا لشروط السلامة بالمنطقة التي عرفت في المدة الأخيرة انتشار كثيف لبناءات عشوائية وغير قانونية قد تنهار على ساكنيها في أي لحظة.
ووفقا لمعطيات خاصة، فإن البناء في المنطقة يكتسي خطورة كبيرة، تبعا لعدد من التقارير المنجزة من لدن مكتب الدراسات واللجنة المشكلة من قبل ولاية جهة طنجة، حيث أن انهيارات أرضية تحدث بين الفينة والأخرى بالمنطقة إلى جانب تواجد المشروع السكني ومشاريع أخرى فوق أرض متحركة وغير صالحة للبناء.
ووجه والي طنجة مسؤولي الولاية وفقا لمصادرنا، عقب الحادث، إلى العمل على كشف تفاصيل البناء بالمنطقة لما يشكله من خطورة كبيرة كما أمر بالبحث والتحري عن تفاصيل منح الترخيص بالبناء في المكان والجهة التي سلمت رخص البناء بالمنطقة.