في بيت متواضع بالقرب من سوق السلام بالحي المحمدي بالبيضاء، اجتمع عشرات الشيعة المغاربة، منهم من ينتمي إلى فئات ميسورة، ليحتفلوا بيوم عاشوراء في أجواء علا فيها صوت رثاء "فقيدهم" الحسين بن علي، ما حول البيت المتواضع إلى ما يشبه "الحسينية"، حيث يمارس الشيعة عادة طقوسهم الدينية.
بين هؤلاء المحتفلين كان هناك شاب لا يتجاوز عمره الثلاثين، واختار التشيع بعد حضوره لمجالس لمتشيعيين إثناعشريين بطنجة. يحكي "مراد ح" الذي يقول إن "قصة تشيعه كانت عبارة عن بحث عن الذات من خلال ملاحظته لما سماه "فوبيا المذهب الرسمي ضد التشيع" وهو ما جعله يبحث في الكتب الشيعية، ليستقر به المقام على ما هو عليه الآن، غير أن "مراد" لا يتوانى في إخفاء مذهبه "خوفا على نفسه".
أثناء حضوره طيلة اليومين الماضيين لاحتفالات عاشوراء، وحسب ما يرويه لـLe360، فقد تكونت لديه قناعة مفادها "أن الشبهات والإشاعات السطحية التي تنشر حول التشيع كانت سبيلا له لتغيير مذهبه"، وفي وصفه لأجواء الاحتفال يوم أمس قال "كان عددنا قليلا، لكننا أحيينا ذكرى عاشوراء بكل رمزيتها لدى بني مذهبنا، بعيدا عن مظاهر الغلو التي يرمينا بها الآخرون".
وأثناء حديث Le360 مع مراد، كشف الأخير أنه لم يتسن لمئات المغاربة "الحج" إلى كربلاء هذه السنة، حيث انتقل خلال السنة الماضية حوالي 300 مغربي إلى كربلاء، أغلبهم من مدينة طنجة، لتخليد الذكرى، لكن الأوضاع الأمنية في المنطقة، لم تساعدهم هذه السنة على التنقل كما جرت عادتهم.
وبعيدا عن مراد و"شيعته"، اكتفى شيعة مغاربة آخرون بالاحتفال "افتراضيا" من خلال صفحاتهم على المواقع الاجتماعية، حيث تحولت صفحاتهم إلى ما يشبه الكتب التعريفية بمذهبهم، وتبادلوا صور الاحتفال عبر العالم، من الكويت والسعودية ولبنان وإيران وأوربا.. دون إغفال مهاجمة رموز "السنة والوهابية".
وفي طنجة، التي تعد معقل الشيعة المغاربة، بعدد يفوق المئات، حسب موقعهم الخاص، أشارت منشورات إلكترونية إلى إقامة احتفالات "غير مسبوقة" بأحد منازل المدينة القديمة بطنجة، هذا في الوقت الذي لم يشأ فيه ممثلو "الخط الرسالي" بالمغرب الحديث لـLe360 عن احتفالاتهم، واكتفوا بما ينشر على موقعهم الإلكتروني.