الخبر أوردته يومية "الصباح" في عددها ليوم الجمعة 7 يناير 2022، مشيرة إلى أنه رغم الماضي الأسود لـ"أباطرة الدلاح"، إلا أنه لا يزال كبار الفلاحين من هذه الفئة، يتربصون بمناطق أخرى، غير أنهم وجدوا مقاومة شرسة من السكان.
وأشارت اليومية إلى أن عدد من الفلاحين الكبار في مناطق الجنوب، خاصة واحات بإقليمي كلميم وتزنيت، شرعوا في كراء أراض سلالية وبدأوا في تجهيزها وإعدادها لزراعة الدلاح، بعد صدور قرارات عاملية تحرم زراعة النوعين الأصفر والأحمر بزاكورة وطاطا، وبعض المناطق في شيشاوة.
وعلمت "الصباح" أن هناك تواطؤا بين بعض رؤساء الجماعات السلالية، ورجال سلطة و"أباطرة الدلاح"، من أجل تزويدهم بقطع أرضية كبيرة، لزراعة البطيخ الأحمر، الذي أصبح زراعة "مشبوهة" في وقت يعيش فيه المغرب إجهاداً مائيا غير مسبوق.
وأوردت اليومية أن سكان مجموعة من الواحات بالجنوب، خاصة في جماعات "أفلا إغير" و تاسريرت" و"تغجيجت" و"أداي" وغيرها، انتفضوا بعد نزوح "أباطرة الدلاح" إلى مجالهم الترابي، واستهدافهم بعض الأراضي لزراعة هذه الفاكهة التي يرتقب أن يرتفع سعرها الصيف المقبل، لأنها منعت في مناطقها الأصلية، ولن تكون متوفرة بالقدر الكافي، سواء للاستهلاك المحلي أو التصدير.
وأبرزت اليومية أن هذا الموضوع لم يعد حديث السكان، بل انتقل إلى البرلمان، إذ وجه نائب برلماني عن فريق التقدم والاشتراكية، سؤال كتابيا إلى وزير الفلاحة ووزير التجهيز والماء، قصد التدخل لمنع هذه المحاولات، التي تستهدف الموارد المائية لسكان واحات الجنوب.
وقال النائب في سؤاله، إن المنع الذي تعرض له مزارعو البطيخ الأحمر، وحرمانهم من دعم الري، أدى إلى خلق مجالات جديدة لهذه الزراعة، إذ أصبحت الواحات المتاخمة للحدود الترابية لطاطا، مرتعا جديدا للمستثمرين المتخصصين في تلك الزراعة، والذين قاموا بكراء مساحات شاسعة من الأراضي، مع الشروع في تهيئتها وإعدادها قصد زراعة البطيخ الأحمر.
وحذر النائب البرلماني، من "عواقب وخيمة على الأمن المائي والاقتصاد المحلي المعيشي، والوضعية الاجتماعية لسكان الواحات"، مضيفا أنه "مما لا شك فيه أن استمرار هذه الزراعة في هذه المناطق، سيحد من بلوغ النتائج المرجوة من الإجراءات المتخذة لوقف استنزاف مياه الفرشة المائية وسيكبح صمود الواحات أمام الظروف المائية الحرجة التي تمر منها، على اعتبار أن العديد من هذه الواحات تشترك الفرشة المائية نفسها، في مجالات ترابية تنتمي إداريا لأقاليم متجاورة".