نجوم ومشاهير يتبرعون بأعضائهم بعد الوفاة.. فما هي الضوابط الشرعية للتبرع؟

DR

في 05/11/2022 على الساعة 22:43

أعلنت الفنانة المغربية سناء عكرود نهاية الأسبوع المنصرم عن تبرعها بأعضائها بعد الوفاة، ولا تعتبر هذه الفنانة هي الوحيدة التي أعلنت عن هذا الأمر، حيث سبق أن كشف مشاهير عرب وأجانب عن رغبتهم في التبرع بأعضائهم بعد الممات.

ومن بين الفنانين الذي أعلنوا تأييدهم لفكرة التبرع بالأعضاء بعد الوفاة، وأعلنوا بشكل رسمي عن تبرعه بأعضائهم، الفنانة المصرية إلهام شاهين، الفنانة المغربية شاما، النجم الهندي أميتاب بتشان، الفنانة الهندية بيريانكا شوبرا، الإعلامي المصري عمرو أديب.. وآخرين.

ودائما ما كان يقابل إعلان النجوم لتبرعمه بأعضائهم بعد الوفاة، خاصة في العالم العربي، جدلا كبيرا، لأن البعض يؤيد هذه الفكرة والبعض الآخر يعارضها معتبرين أن الدين الإسلامي لا يجيزها.

حكم الشرع في التبرع بالأعضاء بعد الوفاة

وللرد على هذا الجدل، الذي رافق إعلان الفنانة سناء عكرود لتبرعها بأعضائها بعد الوفاة، اتصل LE360، بلحسن بن إبراهيم سكنفل، رئيس المجلس العلمي المحلي لعمالة الصخيرات تمارة، الذي قال في تصريحه: " هذا الموضوع تناوله الفقهاء بالبحث والتحليل واختلفوا فيه بين من يجيزه ومن يمنعه، والذين يمنعونه يقولون أن الإنسان لا يملك جسده ولا أعضاء جسده، بل المالك هو الله، فلا يحق التصرف فيما لا يملك، والذين يجيزونه، اعتبروا أن الممنوع هو بيع الأعضاء، أما التبرع فهو مباح، خصوصا إذا تعلقت به حياة إنسان آخر.

وتابع: " أؤيد هذا الرأي وأخذ به للاعتبارات التالية: "أن المال الذي يملكه الإنسان لا يملكه على الحقيقة، بل يملكه ملكية استخلافية، والمالك هو الله، قال تعالى: (وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ) النور: 33 وقال تعالى: (آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ) الحديد:7، وقد أجاز الإسلام التصرف في المال بضوابط تجعل ذلك التصرف في مصلحة الإنسان، أخذا وعطاء، وإذا كان الأمر كذلك في مال الله فيجوز أيضا في الأعضاء البشرية، بنفس الضوابط التي تجعل ذلك العطاء تبرعا لمصلحة الإنسان الآخر الذي تقف حياته على ذلك العضو المتبرع به".

وكشف سكنفل أن " التبرع بالدم جائز ولا يعرف مخالفا في هذا الأمر على حد علمه، فإذا جاز التبرع بالدم لإنقاذ حياة بشرية، جاز التبرع بالأعضاء لإنقاذ هذه الحياة قياسا على ذلك بجامع حفظ الحياة".

ضوابط التبرع بالأعضاء

وعن ضوابط التبرع بالأعضاء، قال رئيس المجلس العلمي المحلي لعمالة الصخيرات: " التبرع بالأعضاء يكون وفق الضوابط التالية: إذا كان المتبرع حيا، فإنه لا يجوز له التبرع إلا وفق الشروط التالية:

أن يكون العطاء تبرعا لا بيعا ولا شراء.

أن تتأكد سلامة المتبرع بعد تبرعه.

أن نتأكد من حاجة المتبرَع إليه لذلك العضو المتبرع به.

أن لا يكون التبرع بأحد الأعضاء الأساسية التي يؤدي التبرع بها إلى إحداث ضرر بصحة المتبرع أو وفاته، كالقلب والكبد...

أن تكون العملية كلها تحت إشراف طبي.

شروط التبرع بالأعضاء بعد الممات

أما عن التبرع بالأعضاء بعد الوفاة، كشف سكنفل شروطه قائلا: " أن يكتب المتبرع وصية بذلك تحت إشراف المحكمة، أن يكون العطاء بدون مقابل، أن تكون العملية تحت إشراف طبي، أن تحترم كرامة الميت بعد أخذ العضو المتبرع به، وذلك بغسل الميت وتكفينه والصلاة عليه ودفنه وفق الشريعة الإسلامية".

وختم لحسن سكنفل تصريحه قائلا: " وعليه فإن تبرع أي شخص بأعضاء جسده في حياته أو بعد وفاته جائز شرعا، ونرجو أن يكون ثوابه عظيما عند الله إذا قصده بذلك وجه الله تعالى القائل في كتابه العزيز: (وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ ) المائدة:36، والله أعلى وأعلم ".

تحرير من طرف غنية دجبار
في 05/11/2022 على الساعة 22:43