خبيرة توضح لـ LE360 أسباب تفشي ظاهرة "زنا المحارم" وكيفية التغلب عليها

DR

في 13/02/2022 على الساعة 09:00

اهتزت مدينة آسفي على وقع فضيحة جنسية أخيرا، بطلها أب، من ذوي السوابق القضائية في هتك عرض القاصرات، أقدم على اغتصاب وهتك عرض ابنتيه وحماته وشقيقتي زوجته.

الصدفة وحدها هي من قادت إلى كشف بشاعة ممارسات جنسية شاذة، لأب على ابنتيه القاصرين، حيث مارس نزواته الجنسية على فلذات كبده، بعد أن سبق له ممارستها على حماته.

انكشف أمر هذا المجرم، بعدما توجهت أم الطفلة "ف" إلى عملها طباخة في الأعراس، لتعود في اليوم الموالي وتجد ابنتها في حالة صحية يرثى لها، الطفلة وبكل عفوية وتلقائية، شرعت في سرد ما وقع لها من اعتداء جنسي من طرف أبيها.

وتوجهت الأم رفقة ابنتها إلى المستشفى الإقليمي محمد الخامس بآسفي، لتكتشف الأم والطاقم الطبي أن الطفلة فقدت بكارتها، كما أنه تم الاعتداء عليها من الدبر، حيث أكدت الشهادة الطبية المسلمة لها، وجود جروح فيه، ليتم إشعار عناصر الشرطة القضائية التي استدرجت الأب المتهم، بمساعدة من الزوجة، واعتقلته، ويعترف في ما بعد بجريمته.

واسترسل المتهم اعترافاته بالتأكيد على أنه قبل زواجه من أم الضحية، كان على علاقة جنسية غير شرعية بوالدتها، أسفرت عن ميلاد طفلين، حيث تخلت حماته عن واحد منهما لعائلة تقطن بجمعة اسحيم، في حين لازالت البنت الثانية تعيش تحت كنفها، مشيرا إلى أنه وبعد محاولة وضع حدٍّ لتلك العلاقة، قامت بتزويجه بابنتها، والتي أنجبت له ثلاث بنات، معترفا باغتصاب شقيقتي زوجته كذلك، بالإضافة إلى اغتصابه لابنتيه، مؤكدا تصريحات ابنته الضحية.

ولمعرفة الأسباب التي دفعت هذا الرجل إلى ارتكاب هذه الجرائم، اتصل موقع LE360، بسمية نعمان جسوس، باحثة في علم الاجتماع، أكدت في تصريحها أن هذه جريمة تصنف ضمن "زنا المحارم"، وهي ظاهرة موجودة منذ الأزل، وليست بالحدديثة.

وعرفت هذه المتحدثة زنا المحارم بالنشاط الجنسي بين شخصين من العائلة نفسها، أو شخصين تربطهما صلة عائلية قريبة، فأي نشاط جنسي بين شخصين تربطهما قرابة تمنع العلاقة الجنسية بينهما طبقا لمعايير ثقافية أو دينية.

وتابعت: " قديما، كان الرجل لا يرى النساء في الشارع أو خارج إطار المنزل، وبالتالي لا يجد هذا الرجل سبيلا لتفريغ مكبوتاته الجنسية إلا من خلال اغتصاب شقيقته أو أمه أو أي امرأة تقطن معه في البيت نفسه، لأن الشهوة لدى هذا الشخص تتغلب على الحدود التي وضعها له المجتمع والدين، وبدل أن يفكر بعقله، تصبح شهوته الجنسية هي التي تقوده".

وأردفت الباحثة " ولا يعتبر الكبت الجنسي فقط من مسببات زنا المحارم، فرغم التطور التكنولوجي وتطور المجتمع، وتغير التقاليد والأعراف، لازال هناك أشخاص يقومون بالتعدي جنسيا على أحد أفراد أسرتهم".

وكشفت هذه المتحدثة أنه من بين أسباب زنا المحارم، هو السكن في بيت ضيق أو صغير، فالعائلات التي تقطن في هذا النوع من المنازل تكون أكثر عرضة لهذه الحوادث، فمثلا الأخ الذي ينام مع شقيقته في الغرفة نفسها، قد تتغير نظرته لشقيقته، لتصبح نظرة شهوانية، ما يدفعه إلى اغتصابها ".

وبالمقابل قالت سمية جسوس إن أبرز مسببات زنا المحارم هي المخدرات، لأنها تذهب العقل، وبالتالي يفقد الشخص المتعاطي، السيطرة على شهواته.

وأكدت نفس المتحدثة أنه ليس هناك علاقة بين الفقر وزنا المحارم، فالاتزان العقلي لا يحكمه المال، وبالتالي هناك أشخاص أغنياء ولديهم مشاكل نفسية تدفعهم إلى خرق الحدود والتعدي على محارمهم.

ونبهت هذه الباحثة في علم الاجتماع إلى ضرورة تربية الأبناء تربية جنسية، لأنه في مجتمعاتنا العربية، غالبا ما يتم تربية البنت على أن جسدها ليس ملكا لها، وإنما ملك للزوج، لهذا يجب تنبيه الأبناء، والبنت خصوصا إلى التمسك بمبدأ كرامة الذات، وعلى عدم الخوف من تبليغ الأم أو الأب بتعرضهن للاعتداء أو لمحاولة الاعتداء الجنسي من طرف أحد أفراد الأسرة.

ووجهت الباحثة في علم الاجتماع نصيحة للأباء على ضرورة الانتباه إلى سلوك الأبناء، فإذا لاحظت الأم مثلا أن ابنتها لم تعد تحب البقاء وحيدة في البيت، أو أنها أصبحت مكتئبة ومنعزلة، عليها أن تفهم السبب، وأن تناقشها بأسلوب حضاري.

وأضافت: " للأسف بعض الأسر تحول البنت من ضحية إلى مذنبة، فقط لأنها "امرأة"، لأن المجرم عندما يفتضح أمره، غالبا ما يضع اللوم على الضحية، بحجة أنها استفزت غريزته الجنسية".

فلو شعرت البنت أن والديها يمكنهما حمايتها، من خلال فضح الواقعة والتبليغ عن أي شخص اعتدى عليها حتى لو كان شقيقها، يمكن في هذه الحالة التغلب على ظاهرة زنا المحارم، ولن تصبح من الطابوهات، أو من الأمور المسكوت عنها، خوفا من الفضيحة.

تحرير من طرف غنية دجبار
في 13/02/2022 على الساعة 09:00