منذ يوم الثلاثاء فاتح فبراير 2022، تواصلت جهود إنقاذ الطفل ريان، الذي سقط في ثقب مائي عميق بمدشر إغران بإقليم شفشاون، في غفلة والديه، حيث حلت آليات ثقيلة والعشرات من عناصر الوقاية المدينة والسلطات المحلية والقوات المساعدة ورجال الدرك، بإشراف من السلطات الإقليمية، لتخوض عمليات ميدانية حثيثة لإنقاذ الطفل ريان (5 سنوات)، الذي جلبته قضيته اهتماما واسعا في المغرب والخارج.
ولم تتوقف جهود الإنقاذ منذ انطلاقها على أمل إغاثة الطفل على قيد الحياة، وعبأت السلطات لذلك مختلف الوسائل الضرورية لهذه الغاية، حيث تم إيصال الماء والأوكسجين عبر أنابيب إلى الطفل العالق.
وبعد عمليات الحفر العمودي، بدأت صباح الجمعة أشغال الحفر الأفقي بشكل دقيق من طرف فريق مختص من الوقاية المدنية للوصول إلى الطفل ريان، باستعمال اليد وأدوات خاصة وبكثير من الحذر، مخافة التسبب في انهيار التربة بالثقب المائي.
في الساعة التاسعة من مساء السبت 5 فبراير، تمكنت فرق البحث والإنقاذ من إخراج الطفل ريان أورام، الذي لقيت قضيته اهتماما وطنيا ودوليا كبيرا وتعاطفا معه منقطع النظير، بعد خمسة أيام من الجهود المتواصلة والدؤوبة، أمام أنظار العالم الذي كان يتابع العملية بتقنية المباشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
أما آلاف المغاربة الذين شدوا الرحال إلى موقع الحادث بقرية أرغان الجبلية بضواحي شفشاون وظلوا صامدين هناك ليل نهار في انتظار اللحظة الحاسمة، فقد أطلقوا أصوات تكبيرات حينما خرج رجال الإنقاذ يحملون الطفل بسرعة كبيرة، لتنتشر فرحة عارمة استمرت لدقائق قبل أن تتحول إلى مأتم عندما انتشر خبر وفاة الصغير. وصدم الجميع واتشحت وسائل التواصل الاجتماعي بالسواد بسبب المصاب الجلل.
شاهد لحظة إخراج الطفل ريان:
تصوير وتوضيب: خليل السالك
تم إخراج جثمان الطفل ريان بفضل عمل ميداني شاق ومضني وبدون انقطاع ولا توقف دام طيلة خمسة أيام، حيث تم نقله على متن سيارة إسعاف خاصة، ثم عبر مروحية طبية تابعة للدرك الملكي.
وعلى إثر هذا الحادث المفجع والمؤلم لكل المغاربة، الذي أودى بحياة الطفل ريان أورام، أجرى المك محمد السادس اتصالا هاتفيا مع خالد أورام ووسيمة خرشيش، والدي الفقيد.
ومنذ يوم الثلاثاء الماضي، تعبأت الجهود بدون توقف وبلا كلل من أجل إنقاذ الطفل ريان، 5 سنوات، حيث تم إنشاء لجنة تتبع وإنقاذ على مستوى عمالة إقليم شفشاون، أشرفت على تنسيق جهود مختلف فرق التدخلات، من وقاية مدنية ورجال الدرك الملكي والسلطة المحلية ومسعفين ومتطوعين من منظمة الهلال الأحمر وأطباء وممرضين ومهندسين وتقنيين.
لقد مات ريان بعد أن وحد العالم وجمعه لأيام على قضية إنسانية بعيدة عن أي صراع أيديولوجي أو خلافات سياسية.