بالفيديو: جماعة أكادير تضع أطفالا وذوي احتياجات خاصة على حافة التشرد

DR

في 25/04/2021 على الساعة 23:20

تفاجأت جمعيتا "حماية ورعاية الصم" و"أرض الأطفال"، المؤسستين في تسعينيات القرن الماضي بمدينة أكادير، بمراسلة من رئيس المجلس الجماعي لأكادير يطالبهما فيها بإخلاء المقر الذي يحتضن أنشطتهما التي تستهدف فئة من ذوي الاحتياجات الخاصة وأبناء الأسر الهشة، ما يجعلهما معرضتين للتشرد والضياع.

وقال خالد آيت حميدة، رئيس جمعية "حماية ورعاية الصم"، بأكادير في تصريح لـLe360، إن الجماعة راسلت الجمعية عن طريق مفوض قضائي مخبرا إياها بضرورة إخلاء المقر قبل الـ15 من أبريل 2021 بناء على طلب من شركة التنمية المحلية سوس-ماسة تهيئة المكلفة بتنزيل مشروع المركب الثقافي بالمعهد الموسيقي الذي يدخل ضمن برنامج التنمية الحضرية لأكادير 2020-2024.

وأضاف المتحدث أن "مراسلة الجماعة تتضمن أجلا غير معقول للإفراغ، كما شددت على أنها لن تلتزم في حالة عدم التوصل إلى مقترح أو إيجاد مقر جديد للجمعية"، ما اعتبره الفاعل الجمعوي "تهديدا صريحا لمستقبل فئة تعاني في الأصل من التهميش وهي التي تعاني من إعاقة الصم وتستفيد من خلال هذه الهيئة من التكوين والتعليم وورشات تطبيقية"، مؤكدا أن "هذا القرار الأحادي من شأنه أن يشرد هذه الشريحة ويتسبب في احتقان غير محسوب العواقب".

وأكد آيت حميدة أن "الجمعية الوحيدة التي تهتم بهذه الفئة بأكادير والتي سبقت وأن حصلت على هبة ملكية لتطويرها ودعم مجهوداتها، لها مشاريع وشراكات مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والتعاون الوطني ومؤسسات أخرى"، معربا عن استغرابه لـ"هذا القرار المفاجئ الذي لم يطرح أي بديل للجمعية"، مستنكرا "الطريقة التي تعامل بها المجلس مع القائمين على هذا المقر الذي يأوي المئات من الأطفال والشبان والتلاميذ المتحدرين من أسر معوزة".

"نحن مستعدون للحوار الجاد مع المجلس الجماعي لإيجاد حل يرضي الطرفين ويخدم مصلحة الجمعية والمستفيدين من خدماتها، ونحن أيضا مع المشاريع التنموية بأكادير لكن ليس على حساب هذه الفئة التي تحتاج للدعم المعنوي والمادي، وكان على أعضاء الجماعة زيارة المقر والوقوف على عمل الجمعية وليس إرسال مفوض قضائي لإخطارنا بمغادرة المكان في آجال سريع دون إعطاء بديل يذكر"، يقول المصدر ذاته مشددا في الوقت نفسه أن "المتضررين يستعدون لخوض وقفات احتجاجية واتخاذ خطوات تصعيدية في الأيام المقبلة".

فاطمة بن شريق، أمينة مال جمعية أرض الأطفال بأكادير، أوضحت في تصريح لمراسل Le360، أن "الجمعية توصلت بمراسلة غريبة جدا من المجلس الجماعي لمدينة أكادير يطالبها بالإخلاء، ما استدعى اجتماعا عاجلا للجمعية لمناقشة هذا القرار المجحف والمفاجئ ،انتهى بالاتفاق على مراسلة رئيس الجماعة، صالح المالوكي، المنتمي لحزب العدالة والتنمية، وكذا والي جهة سوس-ماسة باعتباره رئيس اللجنة الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بحكم أن الجمعية تجمعها شراكات مع هذه المبادرة".

وأشارت المتحدثة إلى أن "المراسلات التي وجهت للجهات المذكورة لم يتم الرد عليها لحدود الساعة، والغريب في الأمر هو أننا كجمعية التي تأسست منذ سنة 1999 من طرف أرض البشر والتي تقوم بمحاربة الهدر المدرسي بالنسبة الأطفال في المستوى الابتدائي والتأهيل المهني بالنسبة لفئة الشابات والشباب الذين يتوافدون على الجمعية في ورشات الحلاقة والخياطة والطبخ وغيرها، الغريب في الأمر أننا توصلنا بالمراسلة في ظرفية حساسة وفي منتصف الموسم الدراسي"، تقول بن شريق.

وتابعت الفاعلة الجمعوية، قائلة: "وكيف يعقل أننا لنا شراكات مع مندوبية التعاون الوطني والتي تسلم سنويا شهادات مهنية للشباب في إطار التكوين ومشاريع مع الاتحاد الأوروبي "مشروع مشاركة مواطنة" وأيضا شراكة الحكي مع الإنقاذ الشعبي الفرنسي، والسنة الدراسية لم تنتهِ بعد ولم تتواصل معنا الجماعة ولم تقدم بديلا ولم تنهج مقاربة تشاركية معنا والقضاء هو الوحيد الذي له الحق في البت في الإخلاء أو من عدمه"، تضيف المتحدثة.

ووصفت بن شريق تدبير الجماعة لهذا الملف بـ"العشوائية" و"العجرفة" معتبرة إياه "أمرا خطيرا بالقدر الذي حز في نفوس الجمعية والشباب المستفيدين من خدماتها"، مضيفة أن "القرار أثر سلبا أيضا على نفسية الأطفال، ما ينذر باحتقان خلال الأيام القليلة المقبلة".

بالمقابل، حاول مراسل Le360 الاتصال برئيس الجماعة الترابية لأكادير، صالح المالوكي، إلا أن هاتفه ظل خارج التغطية بينما لم يرد النائب الأول على اتصالات Le360، والتي حاول من خلالها أخذ رأي المجلس الجماعي بخصوص هذا القرار وحيثياته والبدائل التي يقترحها على الجمعيتين لحل المشكل القائم.

تحرير من طرف امحند أوبركة
في 25/04/2021 على الساعة 23:20