ووري الثرى، بعد عصر الخميس فاتح أكتوبر، جثمان طفلة لا يتعدى عمرها ست سنوات وهي "الضحية الثانية" في الحادث المأساوي الذي هز مدينة طنجة يوم أمس الأربعاء عقب تناول عدد من الأطفال لنبتة تشتهر وطنيا بنبتة "الداد" السامة، وذلك على مستوى حي ابن كيران-المرس اشناد بمدينة طنجة.
وتسلمت الأسرة جثمان الطفلة الضحية بعد الانتهاء من الإجراءات القانونية، وبعد يوم واحد فقط من دفن شقيقها الضحية الأول والبالغ من العمر 10 سنوات، بمقبرة سيدي ادريس حيث وافته المنية بالمستشفى بسبب تناوله كمية من نبتة "الداد" السامة، رغم الجهود التي بذلت من طرف الطاقم الطبي المعالج بمستشفى محمد الخامس لغسل أمعاء الطفلين من المادة السامة، مباشرة بعد وصولهما وبقية المصابين على متن سيارات إسعاف.
وتعيش ساكنة المنطقة وأسرة وعائلة وجيران الضحايا، حزنا وألما كبيرا عقب الحادث الذي تسبب في إصابة ستة أطفال آخرين من أبناء الحي بالتسمم، اثنين منهما ما يزالان يتلقيان الإسعافات بقسم العناية المركزة بقسم الإنعاش بمستشفى محمد الخامس بطنجة.
وتعود فصول الحادث، كما يروي والد الطفلين الضحيتين، إلى يوم الاحد الماضي حيث تناول الأطفال النبتة في اعتقاد منهم أنها نبتة أخرى تعرف في المنطقة بنبتة "الجومار"، قبل أن يصابا بآلام شديدة، ليتم نقلهم تباعا إلى المستشفى من أجل تلقي العلاجات.
وتنمو نبتة "الداد" السامة قرب الوديان والجبال، وتستعمل أحيانا لمعالجة بعض الأمراض والانتفاخات عن طريق استنشاق بخارها، لكنها تكون قاتلة حين شمها أو التهامها من قبل الأطفال الذين يعجبون بمذاقها ولا يدرون خطرها.