لم تصدر بعد نتائج التحقيقات التي تجريها الشرطة القضائية المختصة والخبرة التقنية والباليستية بشأن هذا الحادث، إلا أن فرضية الإرهاب وضلوع البوليساريو أصبحت أكثر وضوحا في ما يتعلق بإطلاق الصواريخ الذي استهدفت ليلة السبت الأحد 29 أكتوبر السكان المدنيين في السمارة، مما أسفر عن مقتل شخص وإصابة ثلاثة (أحدهم في حالة خطرة). سفير المغرب لدى الأمم المتحدة عمر هلال مقتنع بذلك. بالنسبة له، ما حدث هو «هجوم إرهابي» و«عمل حربي» لن يمر بدون عقاب.
وفي انتظار نتائج وخلاصات التحقيق الذي تجريه الشرطة القضائية بالعيون والسمارة، «نعلم أن القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وقرارات مجلس الأمن تعتبر أي هجوم وأي استهداف للمدنيين عملا إرهابيا وأعتبر ذلك عملا من أعمال الحرب»، وفق عمر هلال الذي كان يتحدث خلال ندوة صحفية عقدت يوم الاثنين 30 أكتوبر بمقر الأمم المتحدة بنيويورك، عقب اعتماد مجلس الأمن للقرار 2703 بشأن الصحراء (انظر الفيديو انطلاقا من الدقيقة 5:35).
وأكد الدبلوماسي المغربي قائلا: «هذا ستترتب عنه عواقب ومسؤوليات. في الوقت الحالي، كل ما يمكننا قوله هو أن هذه الهجمات، التي راح ضحيتها شخص بريء، أحزن موته كل المغرب، لن تمر بدون عقاب. ويتعين على الفاعلين أن يتحملوا مسؤولياتهم القانونية، ولكن السياسية أيضا. أنا لا أتحدث فقط عن الذين نفذوا هذه الهجمات، بل أتحدث أيضا عن الذين يقفون وراءهم، عن الذين يؤوونهم ويزودونهم بالصواريخ أو الكاتيوشا أو قذائف الهاون».
إن الحقيقة ستظهر عاجلا أم آجلا. وأضاف عمر هلال أن مثل هذه الانفجارات تترك آثارا، وفي بعض الأحيان، أدلة تقنية ستكشف مصدرها، مما سيسمح للمغرب بضمان إمكانية تتبعها. ووعد بأن المغرب سيتخذ حينها القرارات اللازمة.
وفي انتظار ذلك، هناك مجموعة من الأدلة المقنعة التي تشير إلى نفس الاتجاه، بحسب عمر هلال. الدليل الأول هو البيان الرسمي رقم 901 الذي نشرته الجماعة الانفصالية المسلحة، البوليساريو، والذي تتبنى فيه العمليات المسلحة التي استهدفت ثلاث مناطق: المحبس والسمارة والفارسية. وأكد السفير أن «هذا البيان الصحفي يتحدث صراحة عن القذائف التي تم إطلاقها باتجاه السمارة خلال ليل السبت إلى الأحد».
الدليل الثاني هو أنه عندما بدأت أجهزة الراديو والتلفزيون ووكالات الأنباء في جميع أنحاء العالم في نقل هذه الانفجارات، لم تنف جبهة البوليساريو في أي وقت تورطها في هذه العمليات. وقال عمر هلال: «في غياب النفي من جانبها، الكل يحملها المسؤولية». إن صمت جبهة البوليساريو يؤكد أن هذه المنظمة هي التي تقف وراء هذه التفجيرات. يشار إلى أن أربعة انفجارات ليل السبت إلى الأحد 29 أكتوبر بمدينة السمارة، أدت إلى مقتل شخص وإصابة ثلاثة آخرين، نقلوا إلى مستشفى العيون لتلقي العلاجات اللازمة. واستهدفت القذائف أحياء مدينة السمارة وأهدافا مدنية. وأوضح الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالعيون، في بلاغ صحفي نشر يوم الأحد 29 أكتوبر، أنه يعمل على ترتيب الآثار القانونية اللازمة على ضوء نتائج التحقيق.
التحقيق الجاري حاليا سيكون له ما بعده.