بدأ التحضير لفصل يوم الجمعة الأخير (17 ماي 2024) بعد أن ثبت من خلال مباراة الذهاب التي جرت يوم الجمعة 10 ماي في الملعب البلدي ببركان. فبعد الهزيمة في تلك المباراة بأربعة أهداف لصفر ونفوق بناتنا نتيجة وأداء تأكد للجيران أنه لا مجال للمقارنة بين لبؤات الأطلس الشامخ ولاعبات الجارة الشرقية اللواتي اتضح أنه لا حول لهن ولا قوة وأن رد الدين إيابا من سابع المستحيلات، وبالتالي جرى البحث عن وسيلة تتيح لهم إخفاء خسارة في ملاعب كرة القدم، بعد الخسائر التي توالت في المحافل والمنتديات الدولية.
لم يجد « الكابرانات » ومن يدورون في فلكهم سوى حجب مشاهد الهزيمة المتوقعة في مباراة الإياب، والحيلولة دون توثيقها تلفزيونيا. وعلى هذا الأساس ظلت اتصالات مسؤولي قناة الرياضية المغربية من أجل تأمين النقل دون رد.
مع اقتراب موعد المباراة ارتفع الضغط على الجيران فلم يجدوا بدا من اتخاذ قرار عدم التصوير، وبالتالي استعارت قنوات الجزائر في تعاملها مع الهزيمة المنتظرة أسلوب النعامة، فعفرت رؤوسها في الرمال، غير أن ذلك لم يكن كفيلا بتغيير الواقع ودفع هزيمة أمر من العلقم، خصوصا أنها من جاءت على يد لاعبات منتخب بلد يغيظ.
لم تغير طريقة النعامة الواقع، إذ أزاحت لبؤات الاطلس من طريقهن المنتخب النسوي الجزائري بعد تكرار الفوز بالحصة ذاتها أربعة أهداف لصفر.
الغريب في الأمر هو أنه رغم اليأس ظل الجزائريون متمسكين بسلوكهم العدائي، وصبت توجيهات « الكابرانات » على استمرار الممارسات الدنيئة، التي لم تعد خافية عنا.
هكذا راهنوا على تحطيم معنويات اللاعبات المغربيات، عسى ذلك يسهل مهمة لاعبات الجارة الشرقية في مباراة أول أمس، التي اقيمت على ارض ملعب سالم مبروكي بالروبية وتدفع عنهن الخسارة أما الإقصاء فاتضح لهم أنه أمر واقع.
تأسيسا على ذلك أخرجت سلطات الجزائر، مرة أخرى، مباراة لكرة القدم عن اطارها، فرغم حسن الاستقبال الجيد وكرم الضيافة الذي قوبلت به لاعبات الجزائر في مدينة بركان المغربية لم ينظر الكابرانات الا لوجه واحد للعملة وهو ألحاق هزيمة ثقيلة بمنتخبهم (4 أهداف لصفر).
وبالاستناد الى المنطق فإن النتيجة كانت عادلة على اعتبار أن الفرق واضح بين لبؤات المغرب والجزائريات. لكن « الكابرانات » ومن يتلقون اوامرهم حاولوا اللعب على عوامل أخرى عساهم يتجنبون هزيمة جديدة.
لم تنل كل التصرفات البئيسة من عزيمة اللبؤات المغربيات. وربما المكسب الوحيد الذي حققته الجزائر هو عدم متابعة عشاق كرة القدم قاريا وعالميا الهزيمة النكراء، التي لحقت بمنتخبها لأن المباراة لم تنقل تلفزيونيا، طالما أن البلد المضيف رغب في إخفاء شمس الحقيقة بالغربال، وتأليف الأساطير، التي يبدو أن أبناء الجيران لم يلقحوا ضدها قصدا، فأصبحوا من مدمنيها، لهذا نراهم يصدقون ما لا يصدق.
بعد أن تأكد عشاق كرة القدم في المغرب أنهم لن يتابعوا المباراة، لم ينظروا إلى سلوك الجيران بعين الرضى، واستشرى القلق في اوساط الجمهور ألمغربي الذي حكم عليه بالعودة غياهب العقود الغابرة، حين كان نقل المباريات التي تقام خارج الوطن مستحيلا، وكنا نشاهد تسجيل المباريات بعد عودة المنتخبات الوطنية أو الفرق التي تشارك في المسابقات القارية بعد عودة الوفود إلى أرض الوطن.
تبددت المخاوف مع بداية المواجهة، فما لم تره العين سعته الأذن، وأكدت الأخبار من ملعب المواجهة عزم اللبؤات على الضرب من جديد، وتزكية التفوق المسجل في بركان، فانفجرن كالبركان في وجه المنافسات، وكررن فوزهن الكاسح بحصة مماثلة للذهاب (أربعة أهداف لصفر).
بالروح والعزيمة نفسيهما خاضت اللاعبات المغربيات كل مراحل المباراة. وعدن وبطاقة التأهل المستحق في الجيب. وكتبن سطرا جديدا في مجلد صبر المغاربة وجلدهم، الذي لا يختلف فيها الجنسان، وهو ما تشهد به الكتب عن أمة لها تاريخ لا يتجاهله سوى من لا تاريخ لهم.
صراحة، لم تكن سلوكات الجارة الشرقية مفاجئة، لأن « الكابرنات » تشبثوا بترسيخ بدعة عسكرية الرياضة، لكن هذه البدعة ظلت بدون روح لافتقاد القدرة على تغيير النتائج الرياضية.
أثبت الجيران بسلوكهم المتسلل من سنوات الحرب الباردة أن المغرب والمغاربة مصدر عقدتهم. والأكيد أنهم سيعيشون حياتهم على أمل النيل من عزيمة المغاربة وتماسكهم، لكنهم والحالة هاته لا يختلفون في شيء عن الذي ينتظر بيضة الديك.
من يدري؟ مع « الكابرانات » كل شيء ممكن، وقد يتحفوننا يوما بخبر بيضة ديك جزائري يطلقون عليه من النعوت ما لم يسمع به الأولون والآخرون.