المعارض الجزائري هشام عبود: النظام الجزائري يحكمه جنرالات جبناء

المعارض الجزائري هشام عبود

في 14/08/2025 على الساعة 08:00

فيديويحظى الكاتب والمعارض الجزائري هشام عبود، بمصداقية كبيرة داخل المشهد السياسي المغاربي، ذلك إنّ كتاباته السياسيّة المتعدّدة وخرجاته الإعلامية في وجه النظام العسكري دائماً ما تخلق جدلاً إعلامياً، بحكم قيمتها المعرفية السياسية والإمكانات التحليلية التي تحبل بها.

على خلفية التحوّلات الدبلوماسية التي باتت تعرفها الصحراء المغربية والاعتراف الضمني الكبير الذي رافق هذه التحوّلات من لدن قوى عظمى مثل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وإسبانيا والبرتغال، كان لنا هذا الحوار الخاصّ مع الكاتب والمعارض الجزائري هشام عبود:

نجاحات دبلوماسية كبيرة

يرى عبود أنّ «النجاحات الأخيرة التي عرفها المغرب جاءت وفق سياق منطقي، لأنها تُكلّل جهود عمل لمدة ربع قرن، أيْ منذ اعتلاء الملك محمد السادس العرش، إذْ ينبغي أنْ نُذكّر أنّ فكرة مقترح الحكم الذاتي ليس وليدة عام 2007 أو 2008 وإنّما وليدة عام 1988 في اجتماع بمدينة مراكش بين الملك الحسن الثاني ووفد قيادي عن البوليساريو، ورغم أنهم وصلوا إلى نتيجة، إلا أن البوليساريو لم تكُن صاحبة قرار، لذلك طلب الملك أن يعودوا إلى الجزائر حتى تكون هناك مشاورات، غير أنّ الجزائر آنذاك كانت قد بدأت تدخل في دوّامة عدم استقرار وحرب أهلية».

وبالتالي «فإنّ النظام الجزائري لم يعطِ للبوليساريو لا الضوء الأخضر ولا الأحمر. وعلى الساحة الدولية لم يكُن هناك تجاوب دولي مع المقترح المغربي، لأنّ الصوت المغربي كان ضعيفاً في ذلك الوقت. لكن في اللحظة التي أصبح فيها المغرب يتوفّر على سياسة داخلية قوية، استطاع أنْ يصبح مؤثراً في علاقاته الخارجية بالعالم، لأنّ السياسة الخارجية تعكس كلّ ما هو داخلي. فالجزائر بيتها هشّ وتعيش في المشاكل لذلك لا يستمع لها جيرانها.

يضيف عبود: «اليوم لا أحد يستطيع أنْ ينكر بأنّ المغرب، قد تقدّم كثيراً إلى الأمام بل أصبحت خطواته عملاقة. فالإنسان لما يزور المغرب يجد نفسه أمام البلد الوحيد في إفريقيا يتوفّر على قطار فائق السرعة ومحطات القطارات كلها نظيفة تُشبه محطات الدول الأوروبية. كما أنّ مجمل المدن المغربية نظيفة وتتوفّر على مستلزمات العيش الكريم. هذا بالإضافة إلى أنّ المغرب سيُنظّم كأس العالم بمعية إسبانيا والبرتغال لذلك فالمغرب يسعى بكل قوّة أنْ يتجاوز السقف المنتظر وذلك من خلال بناء ملعب ضخم، حتى يستقبل نهائي كأس العالم».

الخطاب الملكي واليد الممدودة

أما عن سؤال الخطاب الملكي الذي ألقاه الملك محمد السادس فيقول إنّ «القراءة تختلف هذه المرة. ففي الرسالة الأولى جاء الملك وقال بأنه لا توجد مشاكل مع الجزائريين، لكن النظام الجزائري ضرب هذه الدعوة على الحائط والرسالة الثانية أكّد الملك بعدم تباذل شتم الجزائريين والتعامل معهم بشكل عادي وتكرر الأمر في الخطاب الملكي الأخير حيث وجه دعوة في إطار استراتيجية دولية، لأنه يعلن أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمجرد عودته إلى البيت الأبيض وضع خارطة عالمية من ضمنها شمال إفريقيا وقال بوضوح أن من الضروري على الجزائر أن تدخل مع المغرب في تفاوض مؤسس على مقترح الحكم الذاتي الذي ينبغي أن تقبل به جبهة البوليساريو. بهذه الطريقة وضع الجزائر أمام مرآة الواقع بأنه إذا ما رفضت الجزائر أن تتفاوض البوليساريو مع المغرب سيتم تصنيفها كحركة إرهابية عالمية».

ورأى عبود « أنّ دعوة الملك جاءت سباقة وتؤمن بالحوار، غير أن الجزائر لا تنتظر سور صفعات أمريكية، في وقت لم يعلّق فيه النظام الجزائري ولم يرد على الدعوة الحكيمة، بل تجاهلها تماما وهو سلوك لا يمثل ولا يشرّف البلد وهو سلوك نقول له في الجزائر « لعرايا ». إذ يستغرب المرء كيف لرئيس دولة يتلقى دعوة صادقة من الملك ويتم تجاهل الدعوة. لذلك فهو سلوك شخص بدون أخلاق، وبما أن النظام الجزائري يحكمه جنرالات جبناء الذين لا يملكون الشجاعة ليقولون نحن حكام الجزائر ولا يتوفرون على الجرأة لتحمل المسؤولية. لهذا أنا أقول بأن كل من يصف النظام الجزائري بأنه عسكري فهو مخطئ، لأنه النظام العسكري يكون شجاعا.

واعتبر عبود أن «النظام الجزائري يحضّر لحرب ليس هو الذي سيشنّها، بل لأخذ ضربات من أمريكا بعدما ستصنف البوليساريو حركة إرهابية وبالتالي ستضرب الحركة الإرهابية حيثما وجدت. فالنظام الجزائري أدخلنا في حرب أهلية لمدة 10 سنوات وسالت فيها الدماء وارتكبت فيها جرائم ضد الإنسانية وبالتالي يريدون حربا أخرى حتى يعرضوننا إلى ضرب من طرف أمريكا، لذلك فهؤلاء يريدون تدمير الجزائر».

ويرى المتحدث أنّ «عبد المجيد تبون بات اليوم يستقبل مدير شركة فرنسية والغرض هو إعادة فتح قنوات جديدة في ظل الأزمة الدبلوماسية مع فرنسا وهي سياسة قائمة على البريكولاج وتدل على المستوى الجزائري الذي وصل إليه وهو يريد أن يفكّ العزلة التي يعاني منها. هل تتخيل أن قيمة معاملات النظام الجزائري مع الزيمبابوي هي 1500 دولار؟ (يضحك) وهو أمر يدلّ على المكانة المزرية التي وصلت إليها الجزائر التي كانت في مرحلة ما تستقبل اللاجئين السياسيين وتُحترم من العدو قبل الصديق».

تحرير من طرف أشرف الحساني و سعيد بوشريط
في 14/08/2025 على الساعة 08:00