واعتبرت يومية «الصباح»، في عددها الصادر لنهاية الأسبوع الجاري، أن المفاجأة هذه المرة جاءت من داخل بيته السياسي، حين قرر المصطفى الرميد، أحد أقرب مساعديه السابقين، فتح خزائن الأسرار، وكشف بعض التفاصيل عن تشكيل حكومة 2017، و«البلوكاج» الشهير الذي أسقط ابن نكيران من كرسي رئاسة الحكومة، في حوار مع موقع إخباري.
وأبرزت اليومية، في مقالها، أن الرميد، الذي يبدو أنه تعب من إعادة تفسير حكايات ابن كيران، قالها بصريح العبارة: «تعيين عزيز أخنوش وزيرا في 2012 لم يكن بقرار من ابن كيران، بل كان قرارا ملكيا»، مضيفة أن الرميد أسقط بهذا التصريح واحدة من الروايات «البنكيرانية» التي حاول بها إقناع جمهوره بأنه كان مهندس كل شيء، حتى وإن كان الواقع يقول العكس.
وأوضحت الصحيفة أنه، في ما يتعلق بـ«البلوكاج» الحكومي، الذي قدمه ابن كيران دائما باعتباره معركة بين المبادئ والمصالح، فقد كشف وزير العدل في حكومته مصطفى الرميد أن الأمر لم يكن صراعا بين حزب العدالة والتنمية وعزيز أخنوش، بل مجرد موقف شخصي بين الرجلين، انتهى فور تعيين سعد الدين العثماني رئيسا للحكومة.
وأشار مقال «الصباح» إلى أن ما يثير السخرية هو كون ابن كيران يتحدث وكأن الجميع يعاني فقدان الذاكرة، متناسيا أن مجالس السياسة ليست مجرد «أمانات» يمكنه استغلالها كما يشاء، معتبرا أن الرجل يبدو مقتنعا بأن جمهوره سيظل يصفق له، حتى وهو يغرق في تناقضاته، وكأن السياسة في المغرب ليست إلا مسرح يؤدي فيه ابن كيران دورة المفضل: «الزعيم المظلوم».
وأكدت اليومية أن ابن كيران لا يهدأ إلا عندما يكون في قلب العاصفة، مضيفة أنه لا يفوت أي فرصة ليقذف خصومه السياسيين بسيل من الانتقادات، متجاهلا نفسه كان صديقا مقربا لكثير منهم حين كان في السلطة، مبرزة أن أكبر مثال على ذلك علاقته بأخنوش، التي انتقلت من الود إلى العداء، ومن أخ «عزيز» إلى رمز التحكم، حسب المزاج السياسي «البنكيراني».
أما داخل حزبه، فابن كيران لم يتردد، حسب المقال نفسه، في مهاجمة كل من تجرأ على تقديم رؤية مختلفة عن رؤيته، حتى لو كان من القيادات التاريخية للحزب، مبينة أن النتيجة هي حزب يتآكل من الداخل، وقائد يصر على تصدير الأزمات للخارج، بدل أن ينظر إلى المرآة، ومتسائلة «إلى متى يستمر ابن كيران في بيع الأوهام لأنصاره؟ أم أن الحكاية لم تنته بعد؟».



