يُعدّ مدير المركز الوطني للدراسات والأبحاث حول الصحراء من الأسماء الأكاديميّة القليلة التي تكتب في الموضوع برؤيةٍ علمية غنيّة ومُتجذّرة تبحث لها عن أفق فكري جديد خارج عن مدارات المُكرّر من الكلام. لذلك تأتي طروحاته العلمية حول مغربيّة الصحراء مؤسّسة على رؤية علمية مُتفرّدة ودامغة بالحجج والبراهين التي لجأ إليها بنطلحة من أجل إضفاء الشرعية العلمية على خطابه المعرفي. ذلك إنّ كتاباته الأكاديمية تنبني على معرفة أصيلة بالمجال الصحراوي وبكلّ ما يُحيط بقضية الصحراء المغربية من تحوّلات سياسية ودبلوماسية، سواء داخل المغرب أو خارجه.
واعتبر بنطلحة الدكالي أنّ مسألة الحديث اليوم عن مغربية الصحراء ستُطوى نهائياً ليتم الترافع عن قضايا وإشكالات أخرى ذات صلة بالقضية. على هذا الأساس، جعل أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش من «الترافع» موضوعاً لمحاضرته العلمية التي عرفت حضور العديد من الباحثين المُنشغلين بالدراسات القانونية. وأشاد بنطلحة بالدور الكبير الذي باتت تلعبه الجامعة بمعية عددٍ من الأساتذة والباحثين الذين يُقدّمون إسهامات كبيرة تجاه قضية الصحراء المغربية وجعلها الأفق الذي ننظر به كمغاربة للعالم في إطار العلاقات السياسية والتبادلات الاقتصادية والمبادرات الثقافية.
أبرز محمد بنطلحة الدكالي بأنّ مفهوم الترافع يخضع في نظره إلى أسس علمية وميكانيزمات فكرية تجعله مفهوماً قابلاً للنقاش والتداول داخل الأوساط الأكاديمية. إذْ لا يعتبره شكلاً من أشكال الخطاب المُنمّق الذي يعطي للمرافع حظوة رمزية، بقدر ما يُمثّل في نظر الدكالي « علماً وفناً » وذلك بحكم ما يضطلع به من مكانة كبيرة داخل العلاقات الدولية. إذْ يرى الدكتور بنطلحة بأنّ المُترافع عن القضية الوطنية ينبغي أوّلاً أنْ يكون عارفاً بأصول القضية ومسالكها السياسية وآفاقها الدبلوماسية وميكانيزماته من الناحيتين التاريخية والقانونية.
لذلك شدّد بأنّ مسألة التكوين تبقى أحد أبرز العوامل الأساسية في إنجاح فنّ الترافع حول قضية الصحراء والتي تدخل الباحثين بشكل ضمني إلى الحفر في اللغات ومعرفة التاريخ والقانون والعلاقات الدولية، بما يجعل المترافع يمتلك لغته السياسية الدامغة بالحجج والوثائق التي تُبرز بشكلٍ ضمني مدى وعيه الأكاديمي وحسّه الوطني وقُدرته على تأصيل المعرفة التاريخية في الدفاع عن الصحراء المغربية.