وتابعت يومية «الصباح»، في عددها الصادر ليوم الثلاثاء 25 شتنبر 2023، مشيرة إلى أن بلاغ أمانة «المصباح» تسبب في نزيف استقالات، بدأها عبد القادر اعمارة، الذي يمثل حسب الجريدة «نموذج النخبة البراغماتية»، ويقدم نفسه «عقلانيا»، يحاول بعث رسائل ضد التوجه الخرافي لابن كيران، ومبينة أن الوزير السابق في حكومتي عبد الإله ابن كيران وسعد الدين العثماني، كتب تدوينة بحسابه الرسمي على فيسبوك، ساعات قليلة بعد بلاغ الأمانة العامة، قائلا: «بقلب يعتصره الألم على ما آلت إليه تجربة العدالة والتنمية، فإنني أعلن استقالتي من الحزب وكل هيأته منذ هذه اللحظة».
وأضاف مقال «الصباح» أن رشيد لزرق، رئيس مركز شمال إفريقيا للدراسات والأبحاث وتقييم السياسات العمومية، علّٓق على خطبة ابن كيران بأنها محاولة للعودة، واللعب بالنار من خلال الركوب على الزلازل والكوارث الطبيعية، بربط حدوثها بكثرة الذنوب والمعاصي، في محاولة أخرى لتبرير الفشل الانتخابي، معتبرا أن في ذلك تكريس الخرافة، واستغلال الدين في السياسة، وجزء من العقل الجمعي للعدالة والتنمية، وتأكيد للصعوبة التي بات يواجهها الحزب أمام واقع الخروج من الحكومة، وغياب منهج لم يف «بيجيدي» بواجبات المعارضة، المتمثلة في طرح البدائل السياسية والاجتماعية، ومعالجة مشكلات أوسع للجماهير الشعبية.
واعتبر لزرق أن حزب ابن كيران عبّٓر عن إفلاس سياسي، وتوظيف مقيت للدين في قضية العدالة الاجتماعية والخيار الديموقراطي، وضعف في فهم الخريطة المجتمعية وتوازناتها، محذرا من مغبة الجنوح صوب الخرافة التي كرست فشل العدالة والتنمية في العودة إلى المعترك السياسي، من خلال الرجوع إلى زمن الشعبوية، بعد الفشل في إفراز جيل جديد قادر على التخلص من التناقضات والجمود والسلبية، والعمل في نطاق الحداثة، واستعمال معطياتها خدمة لأجندته السياسية.
واعتبر بنكيران، في بلاغه، أن من واجبه التذكير بضرورة الاعتبار مما وقع، والتنبيه إلى أن «من معاني الرجوع إلى الله ما يفيد أننا مبتعدون عنه في أمور معينة، وعليه وجب أن نرجع إليه كي يضمد جراحنا ويعوضنا عن مصيبتنا، لأن كل شيء يصيب الإنسان فيه إنذار»، وأن «الصواب هو أن نراجع كأمة، ونتبين هل الذي وقع قد يكون كذلك بسبب ذنوبنا ومعاصينا ومخالفاتنا، ليس فقط بمعناها الفردي ولكن بمعناها العام والسياسي».
وشدد مقال «الصباح» على أن «بيجيدي» لم يجد حرجا في بعث إشارات سياسية، باعتبار أن الأمر لا يتعلق فقط بالقول بالمخالفات الفردية، وإنما كذلك «الذنوب والمعاصي والمخالفات بالمعنى السياسي، وتلك الموجودة في الحياة السياسية عامة، والانتخابات والمسؤوليات والتدبير العمومي».