دعم البرتغال للمغرب في قضية الصحراء: الجزائر تتجرع الصدمة في صمت

Lors de la rencontre entre Nasser Bourita et le ministre d’État et des Affaires étrangères du Portugal, Paulo Rangel, mardi 22 juillet 2025 à Lisbonne.

خلال اللقاء الذي جمع وزير الشؤون الخارجية ناصر بوريطة ونظيره البرتغالي باولو رانخيل، يوم الثلاثاء 22 يوليوز 2025، بلشبونة.

في 24/07/2025 على الساعة 17:27

في الوقت الذي يشهد فيه الزخم الدولي في ما يتعلق بالصحراء تحولا لا رجعة فيه لصالح مخطط الحكم الذاتي المغربي، فإن موقف البرتغال الأخير يؤكد عزلة الجزائر الدبلوماسية. في غياب رد ذي مصداقية، اختبئ النظام الجزائري وراء بيان أملاه على جبهة البوليساريو، مظهرا مرة أخرى موقفه الطفولي في مواجهة واقع جيوسياسي يتجاوزه تماما.

لشبونة تعترف، والجزائر تتجرع الصدمة في صمت. فيوم الثلاثاء 22 يوليوز، أعلنت البرتغال رسميا دعمها الكامل لمخطط الحكم الذاتي المغربي في الصحراء، منضمة بذلك إلى الزخم الدولي المتنامي المؤيد للسيادة المغربية. فبعد الولايات المتحدة وإسبانيا وفرنسا والمملكة المتحدة، جاء دور لشبونة للانضمام إلى معسكر يتعزز يوما عن يوم، ويجعل الجزائر وحليفتها، جبهة البوليساريو، أكثر عزلة.

في إعلان مشترك صدر عقب اجتماع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة ونظيره البرتغالي باولو رانجيل، وصفت البرتغال مبادرة الحكم الذاتي المغربية بأنها «الأساس الأكثر جدية ومصداقية» لحل نزاع مستمر منذ قرابة خمسة عقود. وبذلك، تنضم لشبونة إلى قافلة العواصم الأوروبية التي تعترف بأن حاضر ومستقبل الصحراء يندرج تحت السيادة المغربية، وتقر بالتالي بفشل الدبلوماسية الجزائرية في هذه القضية.

نفاد ذخيرة النظام الجزائري

الجزائر، التي بلغ هوسها بالصحراء ذروته منذ انتخاب عبد المجيد تبون رئيسا، لم تجرؤ على الرد مباشرة. فسبب انشغالها بمعالجة إخفاقاتها المتتالية، اكتفت بصياغة بيان استنكار، عبر جبهة البوليساريو، مستعملا لغة تجاوزها الزمن. في هذا النص، الذي يهدف إلى حفظ ماء الوجه، تتهم «الحكومة الصحراوية» البرتغال بتأييد «المغامرة الاستعمارية» للمغرب وتحث لشبونة على التذكير بدعمها التاريخي لحق تقرير المصير... لتيمور الشرقية. وهذه المقارنة تكشف عن غياب الحجج في مواجهة دينامية دبلوماسية لم يعد النظام الجزائري قادرا على إيقافها.

يظهر هذا الرد غير المباشر موقف الجزائر الطفولي. فالسلطة الجزائرية، التي تسارع إلى إطلاق التهديدات وتمارس الابتزاز الطاقي ضد إسبانيا، وتسارع إلى الانتقام من فرنسا، وإلى العويل غير المجدي تجاه المملكة المتحدة، تلزم فجأة الصمت أمام البرتغال. فحصيلة مواقفها المتعنتة المتشنجة كارثية. فرغم ابتزازها باستعمال ورقة الغاز العديدة ومحاصرتها للصادرات، لم تتراجع مدريد. وكذلك لندن. تقوم باريس حاليا بإعادة النظر شاملة لعلاقاتها مع مستعمرة سابقة دللتها لفترة طويلة.

لم تعد الجزائر، التي تمتح من أسطوانة إيديولوجية جامدة، قادرة على الارتقاء إلى مرتبة المحاور الموثوق، سواء في قضية الصحراء أو في تدبير علاقاتها مع جيرانها الأوروبيين. لم تعد أساليبها، القائمة على استغلال جبهة البوليساريو، والخطاب المتهافت المناهض للاستعمار، والهجوم اللاذع على الممثليات الديبلوماسية الأوروبية، فعالة في مواجهة واقع جيوسياسي يدعم مغربية الصحراء كحقيقة جلية وعامل استقرار إقليمي وازدهار مشترك. إن المجتمع الدولي، الذي يزداد وعيا بالدور الهام للمملكة في ضمان أمن وتنمية المغرب الكبير ومنطقة الساحل، يقر بمقاربة عملية لا تزال الجزائر وحدها تصر على وصفه بـ«الاستفزاز».

سعيد موسي، أو الخاسر المتسلسل للنظام الجزائري

بتعنته في جعله قضية الصحراء البوصلة الوحيدة لدبلوماسيته، وضع النظام الجزائري نفسه في موقف الطفل المدلل، المستعد للغضب أو التهديد كلما أعلنت عاصمة أوروبية عن دعمها للمغرب، دون أن يقر أبدا بالعزلة التي سببتها مزايداته.

بالنسبة للمغرب، يندرج موقف البرتغال في إطار استمرارية استراتيجية واضحة، يقودها ملك البلاد: بناء إجماع دولي واسع حول مخطط الحكم الذاتي باعتباره الحل الواقعي الوحيد، وجعل هذه القضية رافعةً للاندماج الإقليمي والقاري. وهكذا، تعزز لشبونة، العضو في الاتحاد الأوروبي وجارة الرباط وشريكتها التاريخية، هذا التوجه. ففي ملف الصحراء، تخطو الدبلوماسية المغربية إلى الأمام، بينما تتقهقر الجزائر.

هذا هو المشهد إذن. من جهة، مملكة تعزز مصداقيتها بفضل التزامها الدائم وعرض سياسي وصف بالجدي. ومن جهة أخرى، نظام يصر على التباهي بمواقفه البالية، هذا إذا لم يختبئ وراء بيانات يوحي بها للبوليساريو. هذا الموقف الطفولي، الذي يكشف في النهاية، أكثر من أي شيء آخر، مدى فشل النظام الجزائري.

في قلب هذا المشهد الدبلوماسي، سنتذكر، للتاريخ، شخصية تثير الكثير من السخرية. سعيد موسي، السفير الجزائري في لشبونة. كان هذا الرجل معتمدا في مدريد عندما بعث بيدرو سانشيز رسالته التاريخية إلى الملك محمد السادس، والتي أعربت فيها الدولة الإسبانية، القوة الاستعمارية السابقة للصحراء، عن دعمها للحكم الذاتي تحت السيادة المغربية باعتباره الحل الوحيد والأوحد لقضية الصحراء. كما كان أيضا سفير الجزائر في باريس عندما أعلنت فرنسا موقفها المؤيد لمغربية الصحراء. وبالتالي، يجسد سعيد موسي، بمفرده، الخط الأسود للنظام. على مواقع التواصل الاجتماعي، يسخر العديد من المغاربة من احتمال انتقاله إلى روما، «لإكمال جولته في شمال البحر الأبيض المتوسط»، ويختم، عاصمة على إثر أخرى، غرق الجزائر.

تحرير من طرف طارق قطاب
في 24/07/2025 على الساعة 17:27