وكان Le360 قد أشار، في وقت سابق من أمس الخميس، إلى أن هذه الزيارة جاءت في خضم الدينامية الجديدة التي تعرفها العلاقات المغربية-الفرنسية، سيما عقب الاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء ودعم مقترح الحكم تحت السيادة المغربية كحل سياسي نهائي وعادل للنزاع المفتعل حول الصحراء.
وقد تم استقبال الوفد الممثل لجهة الداخلة-وادي الذهب، صباح الخميس 24 أبريل 2025، بمدينة تولوز، من لدن كارول ديلكا (Carole DELGA)، رئيسة جهة أوكسيتاني (Occitanie) ورئيسة جمعية الجهات الفرنسية، بحضور نواب الرئيس وأعضاء الجهة، علاوة على نادية ثالمي، القنصل العام للمملكة المغربية بتولوز.
وعقب هذه الزيارة، أشادت كارول ديلكا، عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي إنستغرام، بالعلاقة التي تربط منطقة أوكسيتاني (Occitanie) والمغرب، واصفة إياها بـ«علاقة فريدة، نسجتها روابط ثقافية وإنسانية واقتصادية عميقة».
وأضافت أنه، من خلال تواجد «دار أوكسيتاني» في الدار البيضاء منذ أكثر من 10 سنوات، فإن ذلك يعكس أهمية تمتيع الجهة الفرنسية بتمثيل دائم في المغرب.
وأردفت أديلكا: «اليوم، نصبح أول جهة فرنسية تُبرم شراكة مع جهة الداخلة وادي الذهب، وهو ما يفتح آفاقا واعدة لشركاتنا ومواهبنا في مجالات المستقبل مثل: التنقل المستدام، الطيران، الاقتصاد الأزرق، الهيدروجين الأخضر، والانتقال الطاقي...».
وبعد قرن من الملحمة الجريئة للبريد الجوي «Aéropostale»، التي ربطت مدينتينا تولوز والداخلة، يُجسّد هذا الالتزام الإرادة المشتركة لبناء جسور جديدة بين جهتينا، تقول رئيسة جهة الفرنسية، معتبرة أن هذه الدينامية تنسجم، أيضا، تماما، مع اتفاق «الشراكة الاستثنائية المعززة» بين فرنسا والمغرب، الذي تم إبرامه سنة 2024 بين رئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون والملك محمد السادس.
واختتمت منشورها بالقول: «بتوقيع هذه الشراكة، فإن روح رواد الطيران لن تتلاشى، بل ستستمر في التحليق فوق أراضينا».
وقد كان هذا اللقاء فرصة لتقديم عروض حول المؤهلات الاقتصادية وفرص الاستثمار التي تزخر بها الجهتان، كما كان اللقاء فرصة لتبادل الرؤى والتجارب وكذا التعريف بالتجربة الجهوية ببلادنا وبالدينامية التنموية الهامة، التي تعرفها جهة الداخلة-وادي الذهب، خاصة بعد تجسيد المشاريع المهيكلة التي تدخل في إطار النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية للمملكة، الذي أعطى انطلاقته الملك محمد السادس عام 2015.
وقد توج هذا اللقاء، المنعقد بمقر جهة أوكسيتاني، بتوقيع إعلان نوايا من أجل الشراكة والتعاون بين الجهتين، والذي ستتمخض عنه اتفاقيات خاصة للتعاون والشراكة.
هذا، وقد عبرت رئيسة الجهة الفرنسية كارول ديلكا عن إعجابها بالتجربة الجهوية الهامة لجهة الداخلة-وادي الذهب، واستعدادها للعمل من أجل تطوير الشراكة بين الجهتين وتنويعها لتشمل العديد من المجالات ذات الاهتمام المشترك.




