اللقاء عرفت جلسته الافتتاحية، حضورا وازنا من الجانبين المغربي والإسباني، حيث أبرز يونس الشرفاوي مدير جمعية الشباب المتوسطي، في تصريح ل le360، أن هذا الحدث يشكل ثمرة عمل تشاركي منبثق عن استراتيجية التعاون مع غرفة التجارة والصناعة والخدمات بجهة الشرق ووكالة تنمية جهة الشرق، وذلك في سياق تعميق وتوطيد العلاقات الثنائية المتميزة بين المغرب وإسبانيا، واستثمارها في تعزيز مسار التنمية المشتركة بين الشرق والأندلس، عملا بالتعليمات الملكية السامية، والتي لطالما دعا من خلالها عاهل البلاد إلى ربط جسور التعاون مع الدول الصديقة ومن بينها إسبانيا.
بدوره، بين الكبير حنو مدير قطب التنمية بوكالة تنمية جهة الشرق، في تصريح مماثل للموقع، أن الوكالة تبنت رؤية جديدة لتدير من خلالها التنمية، والتي ترتكز أساسا على الشباب والطاقات المحلية، ومدى إسهام الكفاءات في الرفع من مستوى تحقيق الاوراش الكبرى، وهو ما يمكن توظيفه بالناظور من خلال مجموعة من المشاريع ذات الأهمية البالغة، من قبيل مارتشيكا وميناء غرب المتوسط.
واعتبر حنو أن القرب الثقافي والاقتصادي بين جهتي الشرق بالمغرب والأندلس بإسبانيا، لطالما شكل قفزة نوعية في تعزيز التعاون وتبادل التجارب والخبرات، مقدما جملة من الجهود التي بذلتها الوكالة في إطار توطيد أواصر الشراكة بين المملكتين، وكذا مجموعة من الأجوبة حول أسئلة الشباب في بلدان الهجرة، حيث تم عقد شراكات وتنظيم زيارات لتبادل التجارب، آخرها كانت بالمنطقة الصناعية لمدينة ملقة، وكذا عقد لقاءات أخرى تتعلق بالمقاولات الصغرى الحاملة للمشاريع في الحظيرة الصناعية لسلوان.
وخلال الجلسة الافتتاحية لهذا الملتقى، قدم المدير الجهوي للاستثمار بالناظور عرضا حول علاقات الثقة بين المغرب واسبانيا والمشاريع المستقبلية التي سترى النور محليا، ومدى انعكاسها على بناء جسور جديدة لتبادل التجارب وخلق فرص الاستثمار.
في المقابل، سلط القنصل العام للمملكة الإسبانية، خوسيه غوارديولا، الضوء على العناية التي يوليها الملك محمد السادس لجهة الشرق من خلال تعليمات سامية ورؤية استراتيجية واضحة، ساهمت في خلق عدد من الأوراش والمشاريع الكبرى، وعلى رأسها ميناء الناظور غرب المتوسط، والذي من المنتظر أن يخلق فرصا جديدة للاستثمار على مستوى الضفة المتوسطية، لما يوفره من فضاء جذاب، بوسائل ستساهم مستقبلا في توسيع نطاق الاستثمار بجهة الشرق، معتبرا أن الملف المشترك بين المغرب وإسبانيا لتنظيم مونديال 2023، مناسبة جيدة لتوطيد التعاون بين البلدين، وجهتي الشرق والأندلس على وجه الخصوص، وفرصة تفتح الآفاق أمام المزيد من العلاقات الاقتصادية والتجارية والثقافية.
إلى ذلك، تطرق رئيس هيئة ميناء موتريل بإقليم « غرناطة »، جنوب إسبانيا، للعلاقات الجيدة التي تجمع السلطات المينائية في الأندلس بنظيرتها في ميناء الناظور بني انصار، حيث شكلت ثمرة نتائج إيجابية على المستوى التنموي في الكثير من المناسبات، مبرزا أن افتتاح ميناء الناظور غرب المتوسط، سيجعل من الضفة المتوسطية فضاء واسعا تنتعش فيه الحركة التجارية والملاحة البحرية، ونتائج ذلك ستبقى مرشحة لتتمدد من خلال تحريك عجلة الاقتصاد في إفريقيا وأوروبا.
وأشاد المسؤول الإسباني بالمشروع وموقعه الجغرافي القريب من موتريل إضافة إلى مؤشرات أخرى، أكد أنها ستناقش في اجتماع قريب سيجمع مسؤولي البلدين، لاستشراف التنمية المستقبلية من خلال العلاقات المتينة التي تجمع المغرب وإسبانيا.
بدوره، أبرز رئيس مجلس غرفة التجارة بالأندلس، خافيير سانشيز روخاس، في كلمة ألقاها بالمناسبة نفسها، إيجابية هذه المبادرات التي تمنح المزيد من الإمكانية لتوسيع خارطة طريق للكثير من القطاعات والمجالات ذات البعد التنموي والاقتصادي، والعمل سويا للدفع باتفاقيات الشراكة بين المغرب وإسبانيا نحو درب النجاح والازدهار، مسلطا الضوء على الموقع الجغرافي لجهتي الأندلس والشرق وأهميته، وذلك باعتبارهما واجهتان متوسطيتان تشكلان بوابتين نحو أوروبا وإفريقيا، عبر الربط المينائي على مستوى الناظور ومدن الجنوب الإسباني.
إلى ذلك، قدم نائب رئيس مجلس إقليم غرناطة، أرقاما هو أعمال هذه المؤسسة، وتجاربها في تطوير التنمية القروية وشؤون الطفل ومواجهة التحديات المناخبة، والإمكانيات المتاحة لفتح آفاق التعاون، لدعم وتعزيز علاقات الشراكة في الميادين التجارية والاقتصادية بين الأندلس والشرق.
وشهد حفل افتتاح هذا الملتقى الاقتصادي الهام تقديم عروض حول فرص الاستثمار بجهة الشرق، وميناء الناظور غرب المتوسط، والتكوين المهني، ومشاريع مارتشيكا، أعقبته طاولات نقاشية تفاعلية، بمشاركة خبراء إسبان ومغاربة حول مواضيع التبادل التجاري والاستثمار والتمويل والتكوين وتبادل المعرفة والسياحة.
ويشكل هذا اللقاء، فضاء لاستقطاب المتهمين الراغبين في المشاركة وتبادل الخبرات والاستفادة من خلال جلسات اقتصادية ستنظم في اليوم الثاني، وزيارات ميدانية للحظيرة الصناعية بسلوان وميناء الناظور غرب المتوسط ومنطقة أطاليون بمارتشيكا.