واعتبر المعارض البارز كبير أن الجريمة النكراء التي ارتكِبت في السعيدية من طرف حرس السواحل الجزائري، تنضاف إلى سجل الجرائم التي ارتكبها النظام الحاكم في الجزائر منذ الاستقلال في 1962 إلى يومنا هذا، في حق المغاربة، مبينا أن سلسلة جرائم هذا النظام بدأت منذ حكاية « حرب الرمال »، حين هجم العسكر الجزائري على مركز عسكري، وتم قتل عشر جنود مغاربة آنذاك في حاسي البيضاء.
وأضاف المتحدث ذاته، أن جرائم النظام الجزائري لم تتوقف عند حرب الرمال، حيث ارتكب جريمة وصفها كبير ب « الكبرى »، وذلك عيد الأضحى، في شهر دجنبر 1975، عندما قرر آنذاك نظام بومدين طرد المغاربة، بعد نجاح المسيرة الخضراء التي حرر من خلالها المغرب صحراءه، مشيرا إلى أن العسكر الجزائري واصل اعتداءاته على المغاربة في عدة محطات، كهجومه على واحة « إيش »، بمنطقة فكيك، على الشريط الحدودي بين البلدين، حين دخل تلجيش الجزائري وسيطر على تلك الواحة لمدة ستة أشهر.
وبَين كبير أن جرائم نظام العسكر الجزائري لم تتوقف، حيث يصر عبر الأوامر التي يعطيها لحرس الحدود إلى إلحاق الأذى بالمواطنين المغاربة، إذ ارتكبوا عدة جرائم على الحدود، وتم قتل العديد من المغاربة بالرصاص الجزائري، آخرها كانت في سنة 2014، في بلدة بني درار، بإقليم وجدة، عندما تم الاعتداء على مزارع مغربي يسكن على الحدود.
واعتبر الإعلامي الحزائري أنه بعد انتصار الكركرات، تصاعدت الأعمال العدائية للجيش الجزائري على المواطنين والمزارعين المغاربة، حيث لاحظنا ما وقع في « العرجة » بمدينة فكيك، عندما تم إعطاؤهم مهلة كي يغادروا تلك الواحة، « التي حتى وإن كانت برسم اتفاقية 1972، أن ما شرق الواد يعتبر داخل ضمن نطاق السيادة الجزائرية، لكن إذا رجعنا إلى اتفاقية الاستيطان في 15 مارس 1963، والتي صادقت عليها الدولة الجزائرية تمنع أن يتم تجريد المزراعين لأرضهم من طرف الدولة الجزائرية »، مشددا على الفلاحين المغاربة يمتلكون شهادات ملكية أراضيهم، من الثلاثينات والأربعينات.
واختتم وليد كبير تصريحه بالتأكيد على أن جريمة السعيدية لن تكون الحلقة الأخيرة في مسلسل استهداف المواطنين المغاربة العزل، في ظل استمرار هذا النظام، والذي سمّٓاه ب « النظام العدواني الذي شوه صورة الدولة الجزائرية »، و « جعل خارجية أو حكومة كل من بريطانيا وكندا تحذران من الاقتراب من الحدود الجزائرية »، ومشددا على أن هذه الجرائم ستبقى « وصمة عار في جبين هذا النظام، الذي أظهر للعالم على أنه عدواني، وأنه ضد السلام، وأنه لا يؤمن بسياسة حسن الجوار ».