واستمع المندوب السامي لشروحات حول هذا المشروع، والمنجز على مساحة 500 متر مربع، منها 237 متر مربع مغطاة، بغلاف مالي قدره 800 ألف درهم، حيث يندرج في إطار شراكة بين المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، ومجلس جهة الشرق، والمجلس الإقليمي لجرسيف، ومجلس جماعة بركين.
وتفقد المسؤول السامي والوفد المرافق له مرافق هذا الفضاء، والذي يحتوي بالخصوص على رواق لعرض الوثائق التاريخية والمخطوطات والصور والتحف والأدوات والمعدات، من قطع الأسلحة والألبسة واللوازم التي جرى استخدامها إبان فترة الكفاح الوطني، ومكتبة تضم إصدارات ومنشورات المندوبية وكتب أخرى، بالإضافة إلى قاعة للمطالعة والبحث التاريخي، وأخرى للسمعي البصري، وللتكوين والتأهيل المدمج في مجال التشغيل الذاتي، فضلا عن قاعة للندوات.
واعتبر الكثيري في كلمة له بالمناسبة، أن إحداث هذا الفضاء ببركين، ينبع من المكانة الرائدة التي تتبوؤها المنطقة في خريطة تاريخ الحركة الوطنية والمقاومة ضد الاحتلال الأجنبي، مبينا أن هذا الفضاء هو مرآة تعكس حجم ومدى التضحيات والبطولات التي أسداها نساء ورجال قبائل المنطقة ضد الوجود الاستعماري.
وأشار المتحدث إلى أن هذا الفضاء يندرج في سياق المبادرات التي تضطلع بها المندوبية السامية، من أجل صيانة وتثمين الذاكرة التاريخية الوطنية المحلية، والتعريف بأمجاد ملحمة العرش والشعب، في سبيل الحرية والاستقلال والوحدة الترابية، وكذا في إطار التوجيهات الملكية الداعية إلى إبراز التراث الثقافي والحضاري للمملكة، وتعريف الناشئة والأجيال الجديدة بملامحه وروائعه واستلهام دروسه.
وأبرز ذات المتحدث أن الهدف من هذه الفضاءات هو احتضان وتأمين المعروضات المتحفية التاريخية والأدبية والفنية ذات الصلة بأعمال المقاومة وجيش التحرير، والمتجسدة في الوثائق والمستندات والصور التاريخية والمخطوطات والأدوات والمعروضات الإثنوغرافية، وكل اللوازم التي تم استخدامها في الفعل الفردي والجماعي للمقاومة، مضيفا أن هذه الأمور هي بمثابة وسائط للتواصل مع الذاكرة التاريخية، وتجسيد لمواقف حركة المقاومة وجيش التحرير، إبان فترة الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال والوحدة الوطنية.