تيكاد: الجزائر تحاول مرة أخرى فرض صنيعتها البوليساريو

Une fausse pancarte de la "république sahraouie" placée lors de la réunion préparatoire TiCAD9 à Tokyo. Face aux protestations de la délégation marocaine, les "diplomates" algériens ont réagi par la violence. (Screenshots. Montage Le360).

صورة مركّبة موضّحة للسلوك البلطجي الذي أقدم عليه جزائريون في حق أحد أعضاء الوفد المغربي

في 23/08/2024 على الساعة 20:34

اجتماع مسؤولين كبار، الذي كان من المفترض أن يمهد الطريق لعقد الاجتماع الوزاري لمؤتمر طوكيو الدولي حول التنمية الإفريقية (تيكاد)، الذي سينعقد يومي 24 و25 غشت، تم تقويضه من خلال مناورات احتيالية من جانب الجزائر التي لم تقم بإحضار عناصر من جبهة البوليساريو في حقائبها، لكنها حاولت الإيهام بوجود وفد رسمي من «الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية» الوهمية. أقل ما يمكن أن يقال عن هذه المناورة أنها خرقاء، ولكن العواقب المترتبة على ذلك بالنسبة للاتحاد الإفريقي ومستقبله خطرة للغاية. وفيما يلي وقائع هذه المناورة البئيسة.

بما أن تعاونه الدولي مع القوى العظمى وكذلك مع أبرز التجمعات في العالم مهدد بشكل خطِر بسبب جبهة البوليساريو، لم يعد الاتحاد الإفريقي يريدها داخل صفوفه. ولكن في كل مرة، يمنح نظام الجزائر جوازات سفر وشارات جزائرية لعناصر من الكيان الوهمي لفرضه في الاجتماعات الدولية. وهذا هو الحال هذا الأسبوع في طوكيو، على هامش الاجتماع الوزاري لمؤتمر طوكيو الدولي حول التنمية الإفريقية (تيكاد)، الذي سينعقد يومي 24 و25 غشت. كان ذلك في اجتماع تحضيري لكبار المسؤولين. وهنا قامت الجزائر مرة أخرى بمناورتها، حيث حاولت بكل الوسائل فرض ممثلي كيان وهمي، حيث قامت بإخفائه في حقائبها قبل تقديمه على أنه وفد يمثل الكيان الزائف.

هذه المناورة قديمة بقدر ما هي مثيرة للضحك. عند وصولهم إلى طوكيو بجوازات سفر جزائرية وإقامتهم في فنادق بالعاصمة اليابانية باسم هذا الوفد الجزائري نفسه، حاول أعضاء الميليشيا الانفصالية المدعومة من الجزائر المستحيل: دخول القاعة التي تستضيف الاجتماع، خلسة، بشارات جزائرية.

فالكيان الوهمي غير المعترف به ولم تتم دعوته من قبل الرئاسة اليابانية المشتركة، بل إن الجزائر هي التي منحت جوازات السفر للانفصاليين وحصلت لهم على تأشيرات الدخول. كما قامت بمناورة لإدخالهم القاعة باعتبارهم جزءً من الوفد الجزائري.

بمجرد دخوله، وتحت أنظار رئيس الوفد الجزائري، بحث أحد أعضاء البوليساريو عن مكان فارغ من الطاولة. جلس هناك، رتب الكراسي، نظر قليلا إلى اليسار، وقليلا إلى اليمين، قبل أن يخرج لافتة من حقيبته ويضعها أمامه. وعليها عبارة «الجمهورية الصحراوية»، في موضع غريب لا يشبه موضع الوفود الأخرى. وسوف نلاحظ أنه حتى قارورة وكوب الماء لا يشبهان بأي حال من الأحوال قارورات وأكواب الوفود الأخرى. وأوضح لنا مصدر مطلع قائلا: «أمام رفض مفوضية الاتحاد الإفريقي وضع لافتة رسمية تحمل اسم الكيان الوهمي حتى لا تشرعن وجوده، أدخلت الجزائر لافتة وهمية إلى القاعة وأعطتها للانفصاليين ليضعوها في جانب طاولة الاجتماع».

غير أن الكيان الوهمي ليس مدعواً بأي حال من الأحوال إلى الأشغال، لأن الدول الإفريقية الأعضاء في الأمم المتحدة فقط هي التي لها الحق في الحضور.

لكن الوفد المغربي كشف واستنكر المناورة، وهو ما جعل الرئاسة اليابانية تضع النقط الحروف. وهو الأمر الذي أثار عضب الوفد الجزائري وقام بمهاجمة أعضاء الوفد المغربي بعنف.

مصارعون متنكرون بزي دبلوماسيين

ولفت الوفد المغربي انتباه الرئاسة اليابانية المشتركة إلى الخدع المعتادة للوفد الجزائري بالسعي لإدخال انفصاليين بشكل غير قانوني إلى قاعة الاجتماعات. وبعدما انكشفت ألاعيبهم، خرج أعضاء الوفد الجزائري عن طورهم. وكان هذا هو الحال بشكل خاص عندما حاول مسؤول مغربي بشكل مشروع إزالة لافتة «الجمهورية الصحراوية الوهمية» التي لا مكان لها في هذا الاجتماع. وردا على ذلك، فإن مسؤولا جزائريا كبيرا بـ«مكتب إفريقيا» بوزارة الخارجية الجزائرية، وليس الانفصالي الحاضر كما ذكرت وسائل الإعلام الجزائرية، هو الذي منعه من ذلك بالقوة. ومن الواضح أنه هو المعتدي. وتظهر الصور رجلا بدينا وأصلعا يمسك بالسكرتير المغربي بعنف ويطرحه على الأرض. نحن نعلم أن المؤهلات الدبلوماسية ليست هي التي تتحكم في اختيار الدبلوماسيين في الجزائر، بل مهاراتهم ومؤهلاتهم في البلطجة. وما حصل في الاجتماع خير مثال على هذا الأمر الذي لا يُشرّف بتاتا القارة الإفريقية.

عوقب «الدبلوماسي» الجزائري المعتدي ولن يشارك في أشغال الاجتماع المقرر عقده غدا السبت على المستوى الوزاري. وعلم Le360 أنه تم منعه ببساطة من دخول القاعة. وفي هذه الأثناء، واصل الوفد الجزائري موقفه العدواني المبتذل. وهكذا أطلق ممثل الجزائر سلسلة من الإهانات ضد الوفد المغربي، واعتقد أنه متواجد في جزائره السلطوية، ونادى على الشرطة اليابانية.

وقبل ذلك، وأثناء الأشغال، حث الوفد المغربي الرئاسة اليابانية المشتركة على ضمان النظام في القاعة والتدخل لوقف مثل هذه المناورات، ومنع تواجد الأشخاص الذين يحملون شارات مزورة، معتبرا أن ذلك يشكل في المقام الأول تهديدا على سلامة الحدث والمشاركين فيه.

وأصدرت الرئاسة اليابانية المشتركة بعد ذلك بيانا حددت فيه أن «وجود كيان في القاعة لا يعني اعتراف اليابان به». ولكن الضرر قد حصل بالفعل، فهذه ليست المرة الأولى التي يؤدي فيها وجود «الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية» الوهمية إلى إلحاق أضرار جسيمة بعلاقات الاتحاد الإفريقي مع بقية دول العالم.

الاتحاد الإفريقي رهينة

الملاحظ، بحسب هذا المصدر المطلع، أن الاتحاد الإفريقي أصبح اليوم رهينة بيد «الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية» الوهمية، مما يمنعه من تطوير شراكات مع الدول التي لا تعترف به. لأنه لا توجد دولة أو منظمة ترتبط بها إفريقيا باتفاقيات شراكة تعترف بالوهم الانفصالي. وهذا هو الحال مع الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية وأمريكا الجنوبية. كما هو الحال بالنسبة لدول مثل تركيا والهند وكوريا واليابان والصين وفرنسا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة.

وأوضح هذا المراقب قائلا: «إذا كانت كل هذه المجموعات والبلدان لديها شراكات مع إفريقيا، فلن يعترف أي منها بـ«الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية» الوهمية. وعندما يحضر ممثلو البوليساريو إلى هذه الاجتماعات، فإن ذلك يحدث عندما يفرضها عرابوهم، بدءً من الجزائر وجنوب إفريقيا. وهكذا، لدينا كيان حاضر في الاتحاد الإفريقي غير معترف به من قِبل أي من الدول التي تسعى إلى تطوير شراكات مع القارة. هذا الواقع وحده يجب أن يدفع الدول الإفريقية إلى طرد هذا الجسم الغريب عن المنظمة القارية».

يشار إلى أن 28 دولة عضو في الاتحاد الإفريقي وقعت، في عام 2016، في القمة السابعة والعشرين للمنظمة في كيغالي، على اقتراح يدعو إلى تعليق عضوية «الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية» الوهمية. حدث هذا حتى قبل عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي في عام 2017. واليوم، هناك حوالي ثلاثين دولة إفريقية لا تعترف بهذا الكيان. وهذا يعني أن هذا الجسم الغريب، المدعوم من قبل النظام الجزائري، غير معترف بها من قبل ما يقرب من 60% من الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي.

وهنا مرة أخرى، تجدر الإشارة إلى أن قضية الصحراء أصبحت أكثر من أي وقت مضى «النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم، وهو المعيار الواضح والبسيط، الذي يقيس به صدق الصداقات، ونجاعة الشراكات»، كما ذكر الملك محمد السادس بذلك في خطابه يوم السبت 20 غشت 2022، بمناسبة الذكرى الـ69 لثورة الملك والشعب.

تحرير من طرف طارق قطاب
في 23/08/2024 على الساعة 20:34