وأكد الشامي ضمن الحدث الذي حضره على الخصوص والي جهة الشرق عامل عمالة وجدة أنكاد معاذ الجامعي، ورئيس المجلس العلمي الجهوي الدكتور مصطفى بنحمزة، على أن المجلس منفتح على المواطنين والمواطنات وعلى الجامعات، مبرزا أن أجمل اللحظات التي يقضيها هي التي تكون بين الطلبة في رحاب الجامعات، ومشيرا إلى أن التحول الرقمي الذي يطرح تحديات على الجميع، مواطنين ومؤسسات، ويضمن فرص للمستقبل، هو كل التحولات التي طرأت على أنماط التواصل والتجارة و العيش بصفة عامة، باستخدام التكنولوجيات الجديدة، والذكاء الاصطناعي، ووسائل التواصل الاجتماعي.
واعتبر الشامي أن رهانات التحول الرقمي « على المستوى الدولي متعددة ومعقدة »، إذ يفرض هذا التحول تغييرات وتحديات خاصة على المستوى الثقافي والتنظيمي القانوني، مضيفا أنه على المستوى الثقافي مثلا، هناك العديد من اللحظات والأشياء التي تعتبرها الأجيال الشابة الحالية، أشياء يمكن مشاركتها مع العامة، في حين تعتبرها الأجيال السابقة أنها ليست كذلك، وتدخل في إطار الخصوصية.
ودعا الشامي في محاضرته التفاعلية مع طلبة جامعة وجدة إلى إعطاء الأولوية للرقمنة، باعتبارها وسيلةً ونمطاً هيكلياً لتطبيق القوانين والنصوص التنظيميّة، وتوفير الخدمات العموميّة، وتعزيز التطبيقات أو النظم الرقمية الجديدة ذات التأثير القويّ على مسار المرتفقين، مع وضع إطارٍ تنظيمي متكامل ومناسب في مجال الرّقْمَنَة، لا سيما في ما يتعلق بالعمل عن بُعد وحماية المعطيات.
ومن الأمور التي تساعد في التحول الرقمي، شدد الشامي على ضرورة الرفع من مستوى الأمْن السِّيبراني والسيادة الرقمية، من أجل إرساء تحوُّلٍ رقْميّ مسؤول، وذلك من خلال تحسين صمود البنيات التحتيّة، وترسيخ الثقة الرقمية، وتعزيز حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي، وتعْميم التوقيع الإلكتروني، وكذا تطوير مراكز معطياتٍ وطنية وجهويّة مغربية، اعتماداً على شَراكاتٍ بين القطاعيْن العام والخاصّ، بما يُمَكِّنُ من التوطين والحفظ الداخلي للأنشطة الرقمية الاستراتيجية للدولة والمُقاولات، مع العمل من أجل صعود « منظومة » رقميّة مغربيّة، عنْ طريق استخدام رافعة الصّفقات العمومية، وآليات تمويل مبتكرة بالنسبة للفاعِلينَ في القِطاع، وتزْويد المُقاولات التي تستثمر في عمليّة رقْمَنَتِها بحوافز مالية، من قبيل تعزيز التحفيزات الجبائية، وضمان التمويل منْ طرف الدولة.
وفي هذا السياق، أبرز ياسين زغلول رئيس جامعة محمد الأول بوجدة، في مداخلته، الدور الريادي الذي تلعبه الجامعة في هذا الإتجاه، مشيرا إلى أنه تم إنشاء العديد من المسالك في المجال الرقمي، إضافة إلى الأهمية الكبرى التي توليها الجامعة في مجال الذكاء الإصطناعي، ومنوِّها بالمجهودات الجبارة المبذولة من طرف المتدخلين، وفي مقدمتهم ولاية جهة الشرق، ومجلس الجهة، مبينا أنه تم توقيع شراكة مع جامعة شيكاغو في المجال الطبي.
بدوره أبرز معاد الجامعي والي جهة الشرق في معرض كلمته أهمية الرقمنة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مؤكدا على أن جهة الشرق كانت سباقة في اعتماد الاختيار الرقمي، حيث تبقى مدينة بركان نموذجا حيا في المجال الرقمي، مبينا أن جهة الشرق استطاعت أن تخلق أزيد من 6000 منصب شغل على مستوى قطاع التحول الرقمي.
