ومن الطبيعي أن يكون لما حدث للفريق خلال رحلته المشؤومة للجزائر ما بعده، لأن السلطات الجزائرية أخرجت الزيارة من بعدها الرياضي الصرف وألبستها لبوسا يطبعه العداء تطغى عليه الكراهية.
وكان العقاب الرياضي ضروريا وما إنزاله من طرف الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) إنصاف رياضي لفريق جرى احتجاز أقمصته والحيلولة دون خوضه مباراة الذهاب.
وكانت لجنة الفرق بالكاف قضت في اجتماعها المنعقد أمس (الأربعاء 24 أبريل 2024) لتدارس ما رافق المباراة المذكورة وقضى بناء على ما توفر لها من أدلة بخسارة الفريق الجزائري باعتذار (3 -0)، وأبقى على الموعد المحدد لمباراة الإياب المقرر إجراؤها يوم الأحد (28 أبريل 2024) بالملعب البلدي ببركان.
ولن تقف الأمور عند هذا الحد، إذ مازال الباب مفتوحا أمام عقوبات انضباطية نتيجة ما لحق بسمعة الكاف والكرة الإفريقية من أضرار معنوية وخسائر مالية لعدم الوفاء بالتزامات تجاه المعلنين والقنوات التلفزيونية الناقلة للمباراة التي لم تجر.
تجدر الإشارة إلى أن السلوك الجزائري غير المقبول حرك الأوساط المغربية برمتها، ولم يبق حكرا على الوسط الرياضي، لأن ما حدث يعد تطاولا غير مقبول الوحدة الترابية للمغرب وخريطته.
وأوضح الخبير أحمد نور الدين في تصريح لـle360 أن « احتجاز أعضاء وطاقم فريق نهضة بركان لكرة القدم في مطار الجزائر العاصمة لعدة ساعات، يوم 19 أبريل 2024، والاعتداء عليهم لفظيّا من طرف المسؤولين الأمنيين الجزائريين، ومصادرة الجمارك الجزائرية لقمصانهم الرياضية التي تحمل خارطة المغرب، يعتبر فصلا جديدا في مسلسل العدوان الجزائري المتواصل ضد الفرق الرياضية المغربية ».
وأكد أنه « سبق خلال سنتي 2022 و2023، أن تعرضت فرق مغربية لكرة القدم لثلاثة اعتداءات في ثلاث تظاهرات رياضية مختلفة تتعلق بمنافسات عربية وإفريقية ومتوسطية لفئات الفتيان والشباب لأقل من 17و20 سنة، ووصل الأمر بالجزائر حد الاعتداء الجسدي بكل همجية وأمام الكاميرات العالمية على اللاعبين المغاربة فوق ارضية الملعب.
كما حدث في شتنبر 2022 أثناء تنظيم بطولة كأس العرب للناشئين في مدينة وهران الجزائرية. وهذا الأسبوع قاطع منتخب الجزائر لكرة اليد مباراة ضد المغرب بسبب ارتداء قمصان تحمل خارطة المغرب، وانسحب ذلك المنتخب من الدورة الحالية للبطولة العربية للشباب، التي تقام ببلادنا ما بين 21 و30 أبريل الجاري ».
ومضى يقول: « لا ينبغي أن ننسى الحملات المسعورة للدولة الجزائرية بكل أجهزتها الدبلوماسية والإعلامية والرياضية لإفشال ترشيح المغرب لاحتضان البطولة الافريقية « كان 2025″، وقد باءت كل تلك المساعي بالفشل والخيبة ».
وأوضح: « طبعا لا داعي للتذكير بأن القمصان التي تلعب بها المنتخبات والفرق الرياضية المغربية هي قمصان حصلت على الاعتماد الرسمي والقانوني من الفدراليات الإفريقية والعربية والدولية، وهي الجهات ذات الاختصاص والمخولة حصريا بالمصادقة والترخيص، ولا داعي للتذكير بأن الجزائر لا تملك أي حق قانوني في الاعتراض على تلك القمصان، ولذلك عليها أن تتحمل التبعات القانونية، بما في ذلك الغرامات والإقصاء وربما الحرمان من المشاركة في دورة مقبلة أو أكثر في المنافسات نفسها، فالأمر منظم ومحكوم بالقانون ولا مجال فيه للقفزات والشطحات العسكرية لجنرالات النفط والغاز ».
وأضاف البحث في تصريحه: « فوق ذلك كله خارطة المغرب بأقاليمه الجنوبية لا تهم الجزائر، من وجهة نظر قانونية صرفة، لا من قريب ولا من بعيد، فلو تعلق الأمر بأراضي حدودية متنازع عليها بين المغرب والجزائر كتندوف وبشار أو باقي مدن الصحراء الشرقية على سبيل المثال، لكان الأمر مفهوما أن تحتج الجزائر، لكن بشكل متحضر لدى الفدراليات الدولية المعنية، وليس أن تتصرف بغوغائية وتحتجز الفريق او تحتجز ملابسه من تلقاء نفسها ».
وأكد أحمد نور الدين أن الجميع تتبع واقعة الاعتداء اللفظي والمادي والمعنوي على ممثل المغرب « نهضة بركان، وكأننا في « بلاد السيبة »! أمَا والأمر لا يهم، على الأقل نظريا، أراضي جزائرية فليس للنظام العسكري أي مبرر لما وقع، وهو بذلك يثبت ان قيادته واجهزته الدبلوماسية والقانونية مازالت تلعب السياسة في « قسم الهواة » ولا تملك الكفاءة والحنكة لمعرفة حدود صلاحيتها القانونية، وهي بهذا التصرف أهانت نفسها ووضعت الجزائر في موضع البهدلة، والتهكم من طرف دول العالم كلها ».
وختم الخبير في العلاقات المغربية الجزائرية تصريحه لنا بالقول: « إن الأحداث المتوالية والمتكررة في مجال الرياضة تؤكد من جديد حجم الكراهية والبغضاء والحقد الأسود، الذي تكنه الجزائر للمغرب شعبا ودولة وحضارة، وتؤكد الاستغلال الدنيء للرياضة كممارسة نبيلة لتحقيق أهداف قذرة في حربها الشاملة ضد المغاربة وليس فقط ضد الدولة المغربية كما تزعم البروباكاندا الجزائرية.
كما تؤكد هذه الأحداث الرياضية وغيرها أن الجزائر هي العدو الحقيقي للمغرب في قضية الصحراء، وأن الجبهة الانفصالية المسماة « بوليساريو » لا تعدو كونها « كومبارس » وأداة طيعة في يد جنرالات الجزائر في حربهم الشاملة لهدم وحدة أراضي المملكة المغربية الشريفة ».