وتابعت يومية « الصباح » في عددها الصادر يوم الأربعاء 18 شتنبر 2024، هذا الموضوع، مشيرة إلى أن عناوين وأخرى، على غرار « ليلة الهروب الكبير »، و »شباب المغرب يفر إلى سبتة »، و »النفير إلى مزدلفة سبتة »، استبقت بها الأذرع الإعلامية الموالية للعسكر الجزائري، وعلى رأسها وكالة الأنباء الجزائرية، التي يحتكر الجنرالات حق تعيين مديريها، تاريخ أحداث محاولات الهجرة التي أعلن عن تاريخها في حسابات وهمية بمواقع التواصل الاجتماعي، وحرَّكتها بقوة آليات الذباب الإلكتروني الجزائري، بل وفرت لها تغطية خاصة، بقراءات تحاول من خلالها توطيد ادعاءاتها المتتالية للمس بالوحدة الترابية والنظام المغربي.
وأضافت اليومية في مقالها، أن الآلية الإعلامية المخابراتية الجزائرية، زادت على الأحداث بتوابل الأشرطة القديمة لمحاولات الهجرة السابقة، التي عرفت مواجهات أمنية مع مرشحين من جنسيات دول جنوب الصحراء، إذ بثت منها عددا كبيرا، موهمة أنها صور حصرية وآنية لما يقع في الحدود مع سبتة المحتلة.
وأورد مقال « الصباح »، رأي الدكتور وليد كبير، الإعلامي والناشط السياسي الجزائري، رئيس الجمعية المغاربية للسلام والتعاون والتنمية، معتبرة أنه لم يتردد في فضح تورط المخابرات في محاولة تأجيج الأوضاع الداخلية بالمغرب، والبحث عن خلق أزمة بين المملكة والجارة الشمالية، نتيجة الاندحار الديبلوماسي الجزائري، المتوج بقطع العلاقات مع دول جوار، شمالا وجنوبا، مشيرة إلى رصده في حسابه الرسمي، أن جهاز الأمن الخارجي، الذي يرأسه الجنرال جبار مهني، متورط في السماح لعشرات الجزائريين، وأجانب من جنسيات مختلفة بدخول المغرب برا، بطريقة غير قانونية، بغية الوصول إلى أقصى شمال المملكة، للمشاركة في عملية الهجرة غير الشرعية نحو ثغر سبتة المحتلة.
وزاد كبير حسب مقال الجريدة، أن مخابرات نظام العسكر قامت بتجنيد عملاء داخل المغرب من أجل القيام بحملة تدعو إلى المشاركة في هذه العملية، وتم اختيار تاريخ 15 شتنبر بإيعاز منها، وكذا أمرها لأذرع النظام الإعلامية بتغطية مكثفة لما حدث في الفنيدق، مختتما تدوينته بأن المخابرات الجزائرية تحاول تعويض خسائر النظام الدبلوماسية في ملف الصحراء عبر تشويه صورة المغرب، وضرب العلاقات الإسبانية المغربية.
ولم تظهر أيادي مخابرات نظام العسكر في تدوينة الإعلامي والسياسي وليد كبير فحسب، بل زكتها أيضا العمليات الأمنية (بزیوات)، التي أشرفت عليها القوات الأمنية المغربية، وأدارتها بحنكة كبيرة، إذ تبين أن أزيد من 164 جزائريا، كانوا ضمن المرشحين للهجرة جماعيا إلى إسبانيا، بالإضافة إلى 19 من جنسيات مختلفة، ناهيك عن الحرص على انتحال بعضهم الجنسية المغربية، والظهور في المواقع الإلكترونية للتعبير عن أسباب الاختيار، من خلال ترديد الأسباب نفسها التي تروج لها الأذرع الإعلامية لمخابرات « الكابرانات »، إذ افتضح العديد منها بكشف الهويات الحقيقية، أو من خلال اللهجة المتحدث بها.