ونقلت يومية « الصباح » في عددها ليوم الجمعة 19 ماي 2023، عن المسؤول الحكومي، قوله أن التواصي بالحق هو نسبي ويجتمع له من تواصوا بالصبر، وهو أمر غير وارد في قاموس الممارسة السياسية.
وقال الوزير الذي كان يتحدث في الجلسة الافتتاحية للندوة الدولية حول تدريس العلوم الإنسانية في مؤسسات التعليم العالي الديني، بدار الحديث الحسنية، الثلاثاء الماضي بالرباط، إن الصورة المثالية التي رسمها القرآن الكريم لحياة الإنسان ينبغي أن تقترن بالتواصي بالحق والصبر لأنهما من الشروط الأساسية للنجاة، التي تعد استثنائية مصداقا لقول الله تعالى « والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات، وتواصوا بالحق، وتواصوا بالصبر ».
ودعا المتحدث نفسه، إلى استنباط معان جديدة من القرآن وعدم التوقف عند ما وصل إليه المفسرون القدامى، مستندا في ذلك على الآية القرآنية، « ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض »، وهي الآية التي لم يتمكن المفسرون الأولون من أن يستنبطوا منها الكون والتحكم فيه ضرورة وجود ديمقراطية بين الناس، بمعنى وجود تقاطب سياسي بين الأغلبية والمعارضة تفاديا لقيام الديكتاتورية.
وكشف الوزير عن العلاقة الموجودة بين الدين والعلم والتفكير وتدبر شؤون خلق الله، مضيفا أنه في الغرب الإسلامي، ظهر من يحل هذه الإشكالية مثل الفيلسوف أبو الوليد ابن رشد، وعالم الاجتماع عبد الرحمن ابن خلدون، لتحليل العلاقة بين الإنسان والكون وتفسير أحوال الناس والعمران وذلك بعد توقف الوحي، وتشجيع القرآن على استعمال العقل.
وأضاف أن الفلسفة الغربية المعاصرة فشلت في إزاحة الدين، لاقتناعها بأهميته وفق ما أكده الفيلسوف بول ريكور، وأن حلم الفيلسوف روني ديكارت بالتحكم في الطبيعة مجرد ادعاء، وهو ما أكدته الأبحاث العلمية الحالية بعدم القدرة على استيعاب كل ما يجري في الكون والتحكم فيه.
واستدرك التوفيق بالقول إنه بالأهمية بمكان الاستعانة بالعلوم الإنسانية لتفسير ظواهر مجتمعية تعين الدارس للدين على تقديم تفسيرات أيضا، رغم أن بعض العلماء عجزوا عن تقديم تفسير لبعض الظواهر يضيف الوزير، حينما طلب هو ذلك شخصيا من أحد المتخصصين في العلوم الطبيعية تفسيرا علميا للأرض مصداقا لقوله تعالى، « حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس، كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون ».
