كشف موقع « مغرب أنتلجونس » عن تفاصيل التوتر الذي شهدته الجزائر عقب اللقاء العابر بين الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، على هامش قمة مجموعة السبع التي انعقدت يومي 13 و14 يونيو الحالي في إيطاليا، مبرزا الأسباب الكامنة وراء هذا التوتر والتداعيات المحتملة على الساحة السياسية الجزائرية.
ووفقًا لمصادر موقع « مغرب-أنتلجونس »، فإن الرئيس تبون لم يبلغ مسبقًا رئيس أركان الجيش السعيد شنقريحة بترتيبات اللقاء مع ماكرون. واعتبر الموقع أن هذا اللقاء المفاجئ جاء في وقت حساس، حيث تعتبر العلاقات مع فرنسا من القضايا الاستراتيجية التي يجب أن تخضع للتنسيق المشترك بين مختلف مؤسسات الدولة.
وأضاف أن عقد تبون لقاءً مع ماكرون دون إبلاغ رئيس أركان الجيش، أثار حفيظة المؤسسة العسكرية التي تعتبر العلاقات مع فرنسا مسألة استراتيجية تتطلب التشاور والإشراف المشترك.
واعتبر المصدر المشار إليه هذه الخطوة « تجاوزاً للبروتوكولات المعتادة بين القيادة السياسية والعسكرية في الجزائر، خاصة أن العلاقات الجزائرية الفرنسية تتسم بتعقيد تاريخي وجيوسياسي يتطلب الحذر والدقة في إدارتها ».
الرؤية العسكرية
تنظر المؤسسة العسكرية الجزائرية، بعين الريبة إلى التقارب الشخصي بين تبون وماكرون. بحسب موقع « مغرب-أنتلجونس » فإن القيادة العسكرية تعتبر أن العلاقات مع فرنسا يجب أن تكون محكومة بصرامة، خصوصاً في ظل تباين المصالح في قضايا حيوية مثل الصحراء « الغربية » والقضية الفلسطينية.
إقرأ أيضا : الرئيس الجزائري يتسبب في «فضيحة بروتوكولية» خلال لقائه بالرئيس الفرنسي في إيطاليا
وتذهب المؤسسة العسكرية، وفق المصدر ذاته، إلى أن اللقاءات الرسمية، خاصة تلك التي تُعقد على هامش قمم دولية كبرى، يجب أن تكون مدروسة ومخطط لها بعناية، وليس وفقاً لأجندة شخصية للرئيس.
تبون وماكرون: علاقة مُريبة
بدا تبون مُصراً على تعزيز علاقته الشخصية بماكرون، حيث التقى به بعد ساعتين فقط من وصوله إلى إيطاليا. وحسب مصادر الموقع المشار إليه، فإن هذا السلوك يُثير استياء القيادة العسكرية التي ترى في هذه الخطوة تجاوزاً لصلاحياتها وتهميشاً لدورها الاستراتيجي.
وأضافت المصادر أن اللقاءات بين تبون وماكرون غالباً ما تكون سرية، مما يزيد من حدة التوتر والشكوك بين مختلف أطياف القيادة الجزائرية.
تداعيات الخلاف
التوتر بين تبون وشنقريحة بلغ ذروته خلال صلاة عيد الأضحى يوم 16 يونيو، حيث وُصف اللقاء بينهما بـ« البارد ». هذا التوتر يعكس انقساماً داخلياً قد يُضعف من تماسك النظام الجزائري، خاصة في ظل الاستعدادات للانتخابات الرئاسية المبكرة والمقررة قريباً. يُضاف إلى ذلك الاضطرابات السياسية في فرنسا مع صعود اليمين المتطرف، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي والعسكري في الجزائر.
إقرأ أيضا : رغم دعم العسكر والأحزاب والإعلام.. أزمة المياه في الجزائر تربك ترشح تبون للعهدة الثانية
وترى المصادر ذاتها أن الخلافات بين رئاسة الجمهورية ورئاسة أركان الجيش الوطني الشعبي في الجزائر تنذر بتوترات أكبر قد تؤثر على استقرار النظام السياسي في البلاد، التي تعيش أصلا أزمات حادة على مستويات مختلفة، ولا يدفع ثمن هذا اللاستقرار سوى المواطن المغلوب على أمره.