وتبرز قيمة هذا الدرس الافتتاحي في كونه سيساهم في تسليط الضوء على طبيعة العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسبانيا على أساس أن هذه العلاقة يُوحّدها التاريخ ويبني شرعيتها الحاضر. وتلعب مثل هذه الدروس في نظر الجامعيين دوراً كبيراً على مستوى تكوين الطلبة، بحيث تُزودهم بالعديد من المعارف الميدانية التي يصعب الحصول عليها من الكتب، خاصة في مثل هذه الموضوعات ذات العلاقة بالدبلوماسية والعلاقات الدولية. وسيشكل هذا اللقاء فرصة كبيرة بالنسبة للطلبة والباحثين من أجل التعرف على طبيعة وميكانيزمات العلاقات المغربية الإسبانية من واجهتين، الأولى تتعلق بالحاضر والثانية ذات صلة بالمستقبل.
وقد جاء هذا الاختيار بعدما قدم السفير الإسباني أوراقه في الرباط في فبراير الماضي إلى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، حيث اعتبرها العديد من الباحثين في العلوم السياسية بمثابة استمرارية كبيرة للعلاقات بين المغرب وإسبانيا والتي ظلت دائماً مطبوعة بالتجديد واستحضار التاريخ المشترك بين البلدين، سيما بحكم ما يجمعهما من ماضٍ عريق، ما يزال مؤثرا ويطرح العديد من الأسئلة الكبيرة على المستوى الدبلوماسي بين المغرب وإسبانيا.
وفي هذا الدرس الافتتاحي المنظم بمركز الاستقبال والمحاضرات التابع للجامعة بمدينة سطات، سيقدم السفير الإسباني أهم خلاصات العلاقة بين المغرب وإسبانيا في صيغتها الجديدة وأهم المرتكزات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية التي تستند عليها هذه العلاقة في الآونة الأخيرة، خاصة من ناحية التعاون الاقتصادي الذي يشكل عنصراً هاماً في أي علاقة دبلوماسية بين البلدان.