في حواره الخاصّ مع le360 يرى ولعلو أنّ كتابه هذا يأتي ضمن سلسلة من مؤلّفاته السابقة التي تهتمّ بالصين والجنوب والعولمة والأزمة الاقتصادية العالمية. وهي موضوعات لها أثر كبير بنية التحوّلات التي يشهدها العالم اليوم. فهذه التحوّلات التي عرفها العالم خلال الحرب العالمية الأولى والثورة البلشفية والأزمة الاقتصادية والحرب العالمية الثانية وتنامي المد الاشتراكي وانقسام العالم إلى جبهتين، كان لها تأثير كبير فيما يعيشه العالم اليوم من تحوّلات سياسية عميقة. والحق أنّ مفهوم الجنوب الذي اختار والعلو أنْ يُسمّيه بـ«المعولم» عرف بدوره الكثير من التصدّعات التي يعمل الباحث على إبراز العديد منها وذلك بنظرةٍ تاريخية حفرية ترصد السياقات والمفاهيم، لكنّها تعمل في نفس الآن على إعطاء تحليل عيني مباشر لأهم الأحداث التي عرفها العالم خلال القرن العشرين.
يعتبر ولعلو واحداً من السياسيين الذين قدموا خطاباً معرفياً يوازي في تشكّلاته المعرفية ما كتبه الباحثين. إذْ أنّ مثل هذه الإسهامات المعرفية تُحقّق على الأقلّ حواراً شاملاُ بين المثقف والسياسي، وذلك على أساس أنّ هذا الأخير له القدرة على صياغة أفكار قادرة على إحداث التغيير في عالم الأفكار والمعارف. فالرأسمال الرمزي ليس حكراً على الباحثين بل على كلّ الأطياف التي تشكل عناصر المجتمع. لقد حاول والعلو في هذا الكتاب وغيره أنْ يُفنّد الأطروحة القائلة بأنّ السياسيون يكتفون بأمور تدبير الشأن العام ولا ينتبهون إلى التحوّلات العميقة التي تطال السياسة في بعدها الدولي وذلك على أساس أنّ هذه التحوّلات تؤثّر بشكل كبير على مجرى الأجندات السياسية ومفاهيمها.