10 رسائل مستخلصة من إحالة الملك لمقترحات مدونة الأسرة على المجلس العلمي الأعلى

أمين المؤمنين الملك محمد السادس

في 28/06/2024 على الساعة 12:02

في خطوة تؤكد حرص جلالة الملك محمد السادس، باعتباره أميرا للمؤمنين ورئيسا للمجلس العلمي الأعلى، على تعزيز الحوار الديني والاجتماعي في المغرب، أعلن الديوان الملكي عن قرار جلالة الملك بإحالة بعض المقترحات المرتبطة بنصوص دينية، والتي رفعتها الهيئة المكلفة بمراجعة مدونة الأسرة، إلى المجلس العلمي الأعلى للإفتاء بشأنها.

وتأتي هذه الإحالة الملكية بهدف تحقيق المصلحة الفضلى للأسرة المغربية، من خلال فتوى جماعية تستند إلى ثوابت الدين الإسلامي الحنيف، وتستحضر فضائل الاجتهاد والاعتدال.

إليكم 10 مضامين مستخلصة من هذه الإحالة الملكية:

1- صلاحيات أمير المؤمنين

تأتي هذه الإحالة من صميم الصلاحيات الدينية لجلالة الملك، باعتباره أميرا للمؤمنين، وهي موجهة حصريا للمؤسسة التي أوكلها الدستور صلاحية إصدار الفتوى.

إذ يشير بلاغ الديوان الملكي إلى أن جلالة الملك، باعتباره أميرا للمؤمنين، ورئيسا للمجلس العلمي الأعلى قرر أن يحيل على المجلس العلمي الأعلى « بعض المقترحات المرتبطة بنصوص دينية » التي رفعتها الهيئة المكلفة بمراجعة مدونة الأسرة إلى جلالته الكريمة، وذلك للإفتاء بشأنها من خلال فتوى جماعية تنطلق من ثوابت الدين الإسلامي الحنيف، وتستحضر فضائل الاجتهاد والاعتدال، وتنشد المصلحة الفضلى للأسرة المغربية؛

2- توسيع المسار التشاوري

هذه الإحالة الملكية السامية تنطلق من جوهر اختصاصات إمارة المؤمنين وحرص جلالته على توسيع المسار التشاوري بخصوص مراجعة أحكام مدونة الأسرة، بما يستجيب لانتظارات عموم المواطنات والمواطنين، كما تكرس هذه الإحالة احترام جلالة الملك لعمل المؤسسات الدستورية الوطنية عبر إشراك مؤسسة المجلس العلمي الأعلى في النظر في بعض المقترحات التي لها ارتباط بنصوص دينية تتعلق بقضايا الأسرة.

3- إشراك العلماء في تعديل المدونة

تكليف المجلس العلمي الأعلى بهذه المهمة يهدف أساسا إلى إشراك العلماء، من خلال إطارهم المؤسساتي، في التفكير الجماعي التشاركي لمراجعة مدونة الأسرة، في ما يتعلق باختصاصهم.

فمدونة الأسرة، وإن أدرجها الدستور ضمن مجال التشريع، فإن لها خصوصية مقارنة بالقوانين الأخرى، لكون عدد من مقتضياتها مستمدة من المرجعية الدينية.

كما أن هذا التكليف يحيل على الدور المحوري للعلماء في تحصين الأمن الديني للمغاربة بما يكفل احترام التعاليم الدينية السمحة مع مواكبة التطورات المجتمعية؛

4- حصرية إصدار الفتوى

هذه الإحالة هي من صميم الصلاحيات الدينية لصاحب الجلالة، باعتباره أميرا للمؤمنين، وهي موجهة حصريا للمؤسسة التي أوكلها الدستور صلاحية إصدار الفتوى.

وقد سبق للمجلس العلمي الأعلى أن اضطلع بمهام وتكليفات مماثلة، مثل فتوى خطة العدالة بالنسبة للنساء، وفتوى إغلاق المساجد مؤقتا بسبب تداعيات جائحة كوفيد-19، وفتوى استعمال القنب الهندي لأغراض طبية وعلاجية وصناعية…وغيرها.

5- تعزيز الاجتهاد لتوفير حلول مبتكرة

حدد بلاغ الديوان الملكي مقاصد هذه الإحالة في البحث عن التأسيس البناء للمسائل المرتبطة ببعض المقترحات ذات المرجعية الدينية، عبر سلك باب الاجتهاد لتوفير حلول مبتكرة قادرة على كفالة استقرار مؤسسة الأسرة وضمان ديمومتها كخلية أساسية للمجتمع، كما حدد أيضا ضوابط هذه الإحالة والتي ما فتئ جلالة الملك يشدد فيها على « أنه لن يحلل حراما ولن يحرم حلالا ».

6- مقاصد الإحالة وضوابطها

أكد بلاغ الديوان الملكي أن موضوع هذه الإحالة، لا يهم سوى بعض المقترحات وفق معيار/ضابط واضح، هو تعلقها « بنصوص دينية ».

7- استنباط مصلحة الأسرة من تعاليم الدين

استشارة المجلس العلمي الأعلى في المقتضيات الدينية المرتبطة بمدونة الأسرة، من شأنها أن تعزز المقترحات التي رفعتها الهيئة المكلفة بمراجعة مدونة الأسرة إلى جلالة الملك، وتدعم كذلك باب الاجتهاد لاستنباط مصلحة الأسرة من تعاليم الدين الإسلامي ووسطية أحكامه واعتدال منهجه.

8- وضع حد للتأويلات الدينية الفردية

استصدار هذه الفتوى من الجهة الرسمية المكلفة بالإفتاء المشكلة من خيرة العلماء المغاربة سيضع حدا للتأويلات الدينية الفردية التي لا تراعي الواقع الاجتماعي وتطلبات العصر، ولا تستحضر التفسير المقاصدي للنصوص الدينية، وتعليل الأحكام وتغيرها بتغير المكان والأزمنة والأحوال.

9- تأطير ضوابط الفتوى

بلاغ الديوان الملكي أطر هذه الإحالة بضوابط محددة، عبر تذكير المجلس العلمي الأعلى بالسند المعتمد في الفتوى، وهو مبادئ وأحكام الدين الإسلامي الحنيف ومقاصده السمحة، وكذلك بمنطوق الرسالة الملكية الموجهة إلى السيد رئيس الحكومة، والتي شدد فيها جلالة الملك على « اعتماد فضائل الاعتدال والاجتهاد المنفتح البناء ».

10- أهمية فتح باب الاجتهاد

تبرز هذه الإحالة الملكية أهمية فتح باب الاجتهاد في القضايا المستجدة المرتبطة بأحوال الأسرة المغربية، وفق مقاصد الشريعة الغراء، وفضائل الاعتدال والاجتهاد، عن طريق الفهم المتجدد لضوابطها ومقاصدها، بشكل يقدم حلولا راهنة لإشكالات معاصرة، تراعي الواقع والتوقع، وتبحث في أسبابه ونوازله.

كما تساير هذه الإحالة القوة الاقتراحية والمطالب الاجتماعية المعبر عنها، وفق توفيقيات تجديدية، تستحضر مصلحة الأسرة، واستقرار العلاقات الزوجية، وديمومة السكينة والمحبة بين جميع مكوناتها.


تحرير من طرف ميلود الشلح
في 28/06/2024 على الساعة 12:02