وتابعت يومية «الصباح»، في عددها الصادر لنهاية الأسبوع الجاري هذا الموضوع، مبرزة ارتفاع أصوات المحذرين من اتساع حرب القبائل وثورة «عبيد البوليساريو»، في ظل تزايد منسوب الغضب من ريع القيادة، ومبينة أن منتدى داعمي فورساتين قد كشف النقاب عن العبودية المستشرية في المخيمات، مطالبا بكسر حاجز الصمت عن هذا الملف المتستر عنه من قبل كابرانات الجزائر وتخفيه قيادة الجبهة الانفصالية، وتمنع إثارته ومناقشته، وتقمع كل من يثيره.
وسجل المنتدى المذكور أن الانتماء القبلي يشكل القاعدة الاجتماعية لتشكيل البوليساريو، وعلى أساسه يتم الحصول على الامتيازات والمساعدات الإنسانية، والسفر للخارج للدراسة أو العلاج، وكذلك في الحصول على المناصب والمسؤوليات، مضيفا أن الواقع البئيس بالمخيمات طفا على السطح، ليكشف عن شبح عبودية، رغم أن كل سكانها يعيشون شتى أنواع الانتهاكات.
وأبرزت اليومية، في مقالها، أن المحجتزين في المخيمات ذوي البشرة السوداء، يعيشون واقعا وصفه المنتدى بأنه أكثر مرارة وقسوة، حيث يعانون كل أنواع التمييز والإقصاء، معلنا توصله بنداء استغاثة من شاب يرزح تحت نير العبودية، إذ أكدت المنظمة أن الأمر يتعلق بحالات رقٍّ موثقةٍ ومعروفة بالمخيمات.
وكشف الشاب المذكور، في مقطع فيديو، عن منعه التمتع بوثائقه الثبوتية والتسجيل باسم والده الحقيقي من قبل سيده، مؤكدا في شهادته أنه تعرض للتهديد بالقتل والضرب، مطالبا بإنصافه وتحريره من الشخص الذي يستعبده، وأنه مطالب بدفع المال مقابل الحصول على حريته.
وأشار المنتدى إلى أن حالات العبودية بالمخيمات كثيرة ومعروفة، لكنها من الطابوهات المسكوت عنها، وقد تعددت وسائل فضح هذا الاسترقاق بالمخيمات، منها توثيق أفلام لعبت دورا مهما في الكشف والتعريف بحقيقة ظاهرة العبودية داخل المخيمات، كما هو الحال بالنسبة إلى الفيلم الوثائقي الأسترالي «المسروق»، الذي يعرض مجموعة من الشهادات حول معاناة صحراويين من العبودية، وحاز على عدة جوائز في مهرجانات دولية، حيث فشل أنصار الجبهة الانفصالية في محاولات منع عرضه، ولجوئهم إلى نسج واختلاق أكاذيب للتشكيك في الحقائق المعروضة في الفيلم، عبر الادعاء بعدم دقة الترجمة من اللهجة الحسانية إلى اللغة الإنجليزية، لافتا إلى أن مخرجة هذا العمل الوثائقي تعهدت بتخصيص جزء من إيرادات وأرباح الفيلم، لصندوق خاص، من أجل المساهمة في لمِّ شمل العائلات الصحراوية، والتي تعاني من ويلات العبودية والممارسات التمييزية.