نعرف الآن بعض التفاصيل بخصوص طبيعة الصواريخ المستخدمة في الهجمات الإرهابية التي وقعت ليلة السبت إلى الأحد 29 أكتوبر في مدينة السمارة. فوفقا لمعلومات موثوقة نشرها منتدى Far-Maroc المطلع على وسائل التواصل الاجتماعي، فإن الأمر يتعلق بنسخ مطورة من الصواريخ السوفيتية كاتيوشا أو غراد، وهي نفس الصواريخ التي تستخدمها الميليشيات الانفصالية المسلحة للبوليساريو في «حربها» ضد المغرب، والتي وصفت بأنها «أعمال عدائية ذات كثافة منخفضة» في التقرير الأخير للأمين العام للأمم المتحدة بشأن الصحراء.
هذا «العمل الحربي» الذي تم تنفيذه في العاصمة الروحية للصحراء يحمل بالتالي توقيع مرتزقة البوليساريو. القذائف الأربعة التي استهدفت السكان المدنيين في أحياء المدينة تسببت في وفاة شخص وإصابة ثلاثة آخرين، اثنان منهم في حالة خطرة، تم نقلهما إلى المستشفى العسكري بالعيون لتلقي العناية الطبية اللازمة.
ووفقا لمنتدى Far-Maroc، فإن مسؤولية الجبهة الانفصالية عن هذه العملية ليست موضوع شك. «هذه الصواريخ هي من نفس طبيعة الصواريخ التي تستخدمها البوليساريو ضد خط الدفاع، منذ أن أنهت الجبهة بشكل أحادي الجانب وقف إطلاق النار»، بحسب المنتدى. يتعلق الأمر بصواريخ بقطر 122 ملم تستخدم عادة بمدى محدود (بين 15 و40 كيلومترا). «من الواضح أنه يتعلق هنا بنسخ حديثة وأكثر تطورا تلقتها الجبهة من حلفائها الإيرانيين، رعاة الإرهاب، من خلال حزب الله، بالإضافة إلى دعم لوجستي من الجزائر. مدى وطبيعة هذه المتفجرات يشهد على تطور قدرات الميليشيات الإرهابية» للبوليساريو، وفق المصدر ذاته.
صواريخ يعود تاريخها إلى الحرب العالمية الثانية
كاتيوشا هو الاسم الذي أطلقه السوفيات على نظام راجمة صواريخ يعود تاريخها إلى الحرب العالمية الثانية. على أرض العمليات، كانت عادة تستخدم عدة بطاريات من كاتيوشا، بهدف إحداث وابل من القصف والدمار. ومع ذلك، فقد تأثرت قوتها النارية بسبب عدم الدقة الشديدة في إطلاق النار.
أما بي إم-12 غراد، فهو نظام راجمة صواريخ بقطر 122 ملم، وهو أيضا من أصل سوفيتي، تم تطويره في ستينيات القرن الماضي. تم تصدير هذا السلاح على نطاق واسع، وكان يستعمل في العديد من الصراعات، حتى وصفه الخبراء بأنه واحد من أنظمة المدفعية الأكثر انتشارا في جميع أنحاء العالم. تستخدم تقريبا جميع الجيوش في دول الاتحاد السوفيتي السابق بي إم-12 (أو نسخها)، وحاولت العديد من الدول في جميع أنحاء العالم تطوير نسختها الخاصة.
بالنسبة لمنتدى Far-Maroc، فإن الأعمال الإرهابية في السمارة تكشف عن رغبة البوليساريو في جلب الانتباه إلى النزاع، من خلال محاكاة، على الأقل في الروح وبكل تحفظ، الهجمات التي شنتها حماس على الأراضي الإسرائيلية يوم 7 أكتوبر الماضي. وأكد المنتدى قائلا: «بعد 900 بيان صحفي حول الهجمات العسكرية، بعضها فقط كان هجوما فعليا، على طول الجدار الدفاعي المغربي، بدون نتائج وبدون أي أضرار على القوات المسلحة الملكية، وجدت البوليساريو نفسها تحت ضغط المخيمات (مخيمات تندوف في الجنوب الجزائري». هذا مع التذكير بأن العديد من قادة البوليساريو العسكريين تمت تصفيتهم في عمليات قامت بها القوات المسلحة الملكية. لذا، تعد هجمات السمارة رد فعل مميت وغير مدروس.
عمل «لن يمر دون عقاب»
خلال ندوة صحفية عقدت يوم الاثنين 30 أكتوبر بمقر الأمم المتحدة بنيويورك، عقب اعتماد مجلس الأمن للقرار 2703 المتعلق بالصحراء، وصف السفير الممثل الدائم للمغرب لدى المنظمة الأممية، إطلاق صواريخ على منازل في السمارة عملا إرهابيا وأكد أن هذا العمل الحربي «لن يمر دون عقاب».
وأكد الديبلوماسي المغربي قائلا: «وهذا ما تترتب عنه تداعيات ومسؤوليات. في الوقت الحالي كل ما يمكننا قوله هو أن هذه الهجمات وهذه التفجيرات التي أودت بحياة ضحية، لقي مصرعه وأحزن جميع المغاربة، لن تظل بلا عقاب. المسؤولون عن ذلك سيتحملون مسؤوليتهم القانونية والسياسية أيضا، ليس فقط من نفذوا هذه الهجمات ولكن أيضا من يقفون خلفهم ويمولونهم».