دخل العشرات من عناصر ما يسمى بـ«درك البوليساريو»، صباح الأحد 26 نونبر، في إضراب «مفتوح» أمام مقر هذه الميليشيا المسلحة في الرابوني. ويطالب المضربون، الذين يرتدون زي الجيش الجزائري باللون الأخضر، باتخاذ إجراءات لحمايتهم من الهجمات وغيرها من التهديدات بالقتل من طرف العصابات الإجرامية التي تصول وتجول في مخيمات تندوف دون أن يردعها أي أحد.
ويهدف هذا الإضراب إلى إثارة انتباه قيادة «البوليساريو» بشكل مباشر، وخاصة العشيرة المهيمنة من قبيلة الركيبات، علما أن هذه العشيرة هي التي تحمي عصابات تجار المخدرات، المتهمين ببث الرعب وإراقة الدماء بانتظام في مخيمات تندوف.
إن الاعتداءات الأخيرة التي ارتكبت فيما يسمى بـ«مخيم بوجدور» من طرف أشخاص ينحدرون من قبيلة الركيبات الفقرة، والتي استهدفت عائلة قائد كتيبة «الدرك»، المدعو الفاضلي ولد ددش من قبيلة السكارنة، هي التي كانت السبب في إثارة غضب المضربين في الرابوني. وتحولت هذه الهجمات، التي طالت أيضا ما يسمى بـ«مخيم 27 فبراير»، يومي 18 و19 نونبر، إلى مواجهات مسلحة بين أفراد من القبيلتين المذكورتين.
ويوم الخميس 23 نونبر، تفاقمت الأوضاع مع انضمام عشائر قبلية أخرى وعصابات تهريب المخدرات، ترتبط مصالحها مع العشيرتين الأخريين إلى المواجهات. وبحسب موقع «Forsatin.org»، المطلع على خبايا ما يحدث في مخيمات تندوف، فقد تم استخدام الأسلحة النارية في هذه المواجهات القبلية، فضلا عن التنافس والعداء بين عصابات تهريب المخدرات.
قيادة «البوليساريو»، التي تجاوزها حجم وخطورة هذه الأحداث، فضلا عن استقالة ميليشياتها المسلحة، التي ترفض اتخاذ إجراءات صارمة ضد قبيلتها، التجأت إلى الجيش الجزائري ودعته إلى التدخل من أجل تجنب إراقة الدماء بين القبائل. وبعد محاصرته للمخيمات التي توجد في حالة من الغليان الدائم، أعاد الجيش الجزائري مؤقتا النظام الهش.