وحسب الخبر الذي أوردته يومية « الأحداث المغربية » في عددها ليوم غد الجمعة، فقد تصدت الحكومة الإسبانية لهذه التصريحات، حيث أكدت مجددا التعاون الكبير بين البلدين في مواجهة الهجرة السرية، بعدما عبر وزير الخارجية الإسباني خوسي مانويل الباريس أمس الأربعاء، بصرامة عن قيمة التعاون المثمر بين المغرب وإسبانيا، للتصدي لظاهرة الهجرة السرية.
ووفقا لمقال الجريدة، فقد أشاد المسؤول الإسباني بالمجهودات التي تبذلها القوات الأمنية المغربية في الفترة الأخيرة في مجال التصدي لمحاولات تدفق الآلاف من المهاجرين على إسبانيا، رافضا كل محاولات تسميم العلاقة بين البلدين الجارين.
وقال الباريس، الذي كان يتحدث في مداخلة له في البرلمان الإسباني، حسب الجريدة، « إنه بخلاف الإجراءات التي كان يطالب بها حزب «فوكس» اليميني المتطرف، فإن التعاون مع المغرب ومع الدول المجاورة الأخرى، مثل موريتانيا والسنغال هي التي تؤدي إلى تحقيق نتائج إيجابية في مجال الهجرة، ضاربا المثل بالتعاون مع المغرب »، وفق ما نقلته وكالة أوروبا بريس.
وردا على مزاعم حزب فوكس المتطرف، كتبت الجريدة، أشاد الباريس بالمجهودات التي يبذلها المغرب في الفترة الأخيرة في التصدي للمهاجرين غير الشرعيين، خاصة على حدود سبتة المحتلة، التي شهدت في الأيام القليلة الماضية محاولات اقتحام جماعية عديدة، جراء تداول إشاعات على مواقع التواصل الاجتماعي تزعم أن الولوج إلى سبتة سيكون مسموحا به.
وأضاف وزير خارجية الإسبانية، حسب خبر الجريدة، أنه في حال انسياق حكومة سانشيز، وراء ما يقترحه نواب حزب فوكس، فإن الأمر سيتحول إلى فوضى ونزاعات مع الجيران، وبالتالي فإن إسبانيا لن تكون آمنة، مؤكداً أن السلطات المغربية تعاملت بكل إيجابية من أجل وقف نزيف الهجرة غير الشرعية، وهي العمليات التي قال إنها حالت دون عبور آلاف الأفراد بشكل غير شرعي إلى الأراضي الإسبانية، قبل أن يتوجه لمخاطبة أعضاء الحزب اليميني المتطرف بقوله أنهم ملزمون بالاعتراف العمل الجبار الذي قامت به القوات الأمنية المغربية في هذا الصدد.
وحسب الخبر الذي كتبته الجريدة فيأتي هذا السجال السياسي، بينما لا تزال منطقة الشمال المغربي تعيش على وقع محولات الهجرة السرية الجماعية، والتي تتصدى لها قوات الأمن، لتعيد الحديث عن ملف يحاول حزب فوكس المتطرف، استغلاله سياسيا وتحويله لملف ارق يسمم من خلاله العلاقات المتميزة بين الحكومة الإسبانية والمغرب.
ووفقا للجريدة فقد طغى موضوع الهجرة السرية على المشهد السياسي الإسباني نهاية الشهر الماضي، حين سعى الحزب نفسه لتحميل المغرب وزر ارتفاع أعداد المهاجرين السريين الذين تمكنوا من ولوج التراب الإسباني، بعد تسجيل عمليات تدفق واسعة لمهاجرين سريين نحو سواحل سبتة المحتلة بالخصوص وردت الحكومة الإسبانية على الاتهامات التي تحاول ربط هذه التدفقات البشرية المسجلة هذا في الفترة الأخيرة بالمغرب، حيث نفت مدريد الرعم، وأكدت أن المغرب متعاون في مجال تدبير مكافحة الهجرة السرية وأن مستوى التنسيق بين البلدين ارتفع لمستوى أعلى، خاصة بعد اعتراف إسبانيا بمغربية الصحراء، ودعمت مقترح الحكم الذاتي بالصحراء.
كما أشاد رئيس حكومة سبتة المحتلة المنتمي إلى الحزب الشعبي، تشير الجريدة، بتعاون القوات المغربية في مكافحة هذه العمليات، وقال إنها قامت بمنع وصول المئات من المهاجرين السريين إلى سواحل سبتة المحتلة، موضحا أن القوات المغربية منعت وصول حوالي 300 مهاجر سري حاولوا التسلل إلى سبتة المحتلة بشكل جماعي، وعن طريق السباحة، موضحا أنه لولا تعاون المغرب لكان الوضع أكثر سوءا.
وبحسب خبر الجريدة فتسعى بعض الجهات المناوئة للمغرب استغلال مثل هذه الأحداث، من أجل خلق خلاف سياسي بين المغرب وحكومة سانشيز التي قادت مخطط التحول نحو الاعتراف بمغربية الصحراء، وهي محاولات تعي الرباط ومدريد أهدافها، حيث يتم وأدها في المهد يذكر أن العديد من الأصوات في الداخل الإسباني دعت وزير الداخلية للقيام بزيارة للرباط من أجل التنسيق والرفع من مستوى التعاون بين البلدين في مجال مكافحة الهجرة السرية، حيث نقلت وسائل إعلام إسبانية طلبا لجمعية تابعة للحرس المدني الإسباني، دعت من خلاله وزير الداخلية لزيارة الرباط، وطلب مساعدة المغرب في التصدي لضغط تدفقات المهاجرين، في ظل تسجيل ارتفاع كبير في أعدادهم في الفترة الأخيرة.