وبحسب ما نقلته يومية «الصباح»، في عددها ليوم الثلاثاء 11 يوليوز 2023، عن حوار أجرته صحيفة «ليكونوميست» ونشرته اليوم الاثنين، فقد أكد سفير فرنسا، أن باريس، مثل المغرب، تدعم بعثة «مينورسو»، في العمل من أجل منع عودة التوتر إلى المنطقة، وضمان الاستقرار بالصحراء، داعية الأطراف إلى تيسير عمل البعثة الأممية، واحترام اتفاق وقف إطلاق النار.
وأضافت اليومية أن السفير الفرنسي بالرباط، لم يُفوّت الفرصة للتعبير مجددا عن دعم بلاده المطلق لجهود الوساطة التي يقوم بها المبعوث الشخصي للأمين العام إلى الصحراء، والذي يعمل من أجل استئناف المفاوضات بين الأطراف في أفق التوصل إلى حل واقعي وعادل، مشيرا إلى أن فرنسا لم تنتظر قرار بعض الدول، من أجل دعم مخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب في 2007، مشيرا إلى أن موقف فرنسا، ومنذ البداية، كان واضحا وفي صالح المغرب.
وعلاقة بالموضوع، قال لوكورتيي، إن فرنسا تدافع عن هذا الموقف منذ 15 سنة، وقبل 2020، وتترافع من أجله داخل كل المحافل مع شركائها، مسجلا أن باريس كانت معزولة، حتى داخل مجلس الأمن، ويعرف المغرب جيدا أنه يمكن الرهان على دعم فرنسا دائما.
وبخصوص تطور مواقف بعض الشركاء الأوروبيين، سجل السفير الفرنسي أنها تتجه عموما إلى إعادة نسخ الموقف الفرنسي، مؤكدا أن باريس كانت تدعم دائما المغرب ومقترحه الخاص بالحكم الذاتي، وكان لها دور كبير في نشر التوافق الدولي بخصوص هذه القضية، مضيفا أن المغرب يمكن له الاعتماد على دعم فرنسا، خاصة في هذه المرحلة التي يزداد فيها التوتر في المنطقة.
وأكد السفير الفرنسي، الذي حل بالمغرب قبل ستة أشهر، أنه يحمل نظرة إيجابية حول العلاقات بين البلدين، من خلال قوة الشبكة وتعدد الفاعلين ومستوى ملفات التعاون، مشيرا إلى أنه نظم جولة في مختلف الجهات المغربية، والتقى الفاعلين في مجال التعاون بين البلدين، في جميع القطاعات، وتأكد من مستوى العلاقات الإنسانية والتبادل في جميع المجالات (تعليم ثقافة اقتصاد، فلاحة، علوم، دفاع).
وأوضح لوكورتيي، أن السياق الدولي المتسم بالمزيد من الأزمات، يضع البلدين معا في مواجهة تحديات جديدة، تشكل في رأيه أيضاً فرصا للتعاون المربح للبلدين، ولدول العالم، داعيا إلى اقتناص هذه الفرص، خاصة أمام تطابق الرؤية والمقاربة بين البلدين، في التعاطي مع ملفات مكافحة التغير المناخي، والأمن الغذائي، وقضايا الطاقة، والتنمية المستدامة والدامجة، ومحاربة الإرهاب والتطرف، وتنمية القارة الإفريقية.
وتوقف السفير الفرنسي عند ما أسماه بعض سوء الفهم بين البلدين، مؤكدا على ضرورة العمل من أجل تقديم التوضيحات اللازمة، مشيرا إلى أن هناك تأويلات في مواقع التواصل الاجتماعي أو الخدمة في بعض الصحف، والتي تتهم فرنسا بلعب دور لم تقم به، ولن تلعبه في بعض الملفات.
ودعا بالمناسبة إلى حوار بناء بين البلدين الجهود حول المشاريع المشتركة، والتي توجد في جميع الميادين، في أفق رفع تحديات المستقبل، وإعطاء أفق جديد للعلاقات الثنائية ونهج الحوار والحكمة والتاريخ المشترك، من أجل إعادة بناء الثقة.
وبخصوص ملف التأشيرات، أكد السفر الفرنسي، أن المرحلة السيئة التي عاشها المغاربة تم تجاوزها، مشيرا إلى أن زيارة كاترين كولونا، وزيرة الخارجية في دجنبر الماضي للرباط، سمحت بطي صفحة الماضي.
وأوضح لوكورتيي أنه حرص، منذ تعيينه سفيرا بالرباط، وبتنسيق مع القناصلة العامين، على رفع القيود الموضوعة في وجه المغاربة. كما تراجع معدل رفض طلبات التأشيرة إلى أقل من المعدل المسجل في 2019.
وأوضح السفير الفرنسي أن العمل بالقنصليات يعرف اليوم إقبالا كبيرا بسبب الصيف وتسجيل الطلبة الحاصلين على الباكلوريا الراغبين في متابعة الدراسة بفرنسا، مسجلا فتح العديد من المنصات الخاصة بمواعيد وضع الطلبات لدى المكتب الخاص المكلف بهذه الخدمة.
وقال السفير الفرنسي إن تنقل الطلبة يعتبر أولوية، لأن فرنسا تمثل الوجهة الأولى للطلاب المغاربة، والذين يشكلون الجنسية الأولى للطلاب الأجانب بفرنسا.