وخلال هذه الزيارة، سيجري رئيس الدبلوماسية الإسبانية محادثات مع ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، بحضور مسؤولي وديبلوماسيي البلدين، حيث ستتم مناقشة العديد من الملفات ذات الصلة بالعلاقات السياسة والاقتصادية.
وتبعا لهذه الزيارة، أوردت صحف ومواقع إخبارية إسبانية بعضا من تفاصيل المباحثات التي ستجمع ألباريس ببوريطة والمسؤولين المغاربة، حيث كشفت عن أبرز الملفات التي ستتم مناقشتها في اجتماعات الرباط .
ونبدأ بصحيفة «إلفارو»، الصادرة بمدينة سبتة المحتلة، والتي كشفت، وفقا لمصادرها، أن ألباريس وبوريطة سيناقشان إحدى القضايا الأكثر إثارة للجدل والتي لا يزال يتعين معالجتها، وهي «إنشاء الجمارك على حدود المغرب مع سبتة ومليلية المحتلتين»، خصوصا بعدما صرح ألباريس في يونيو الماضي بأن خطوات يجري اتخاذها في هذا المجال بين المغرب وإسبانيا، مبرراً التأخير بأنه «آلية معقدة، أمام غياب، منذ عام 2018، لمكتب جمركي في مليلية وفي سبتة».
وكتبت«إلفارو» أن زيارة ألباريس للرباط تأتي في وقت تشهد العلاقات بين البلدين «تناغما خاص،ا» بعد أن غيرت مدريد في مارس 2022 سياستها تجاه الصحراء المغربية، وبعدها الدفاع الإسباني عن مقترح الحكم الذاتي المقدم أمام الأمم المتحدة، وينتظر، حسب الصحيفة، أن تتم مناقشة بعض الجوانب الأخرى المثيرة للجدل في خارطة الطريق، مثل السيطرة على المجال الجوي للصحراء المغربية أو ترسيم حدود المياه الإقليمية مع جزر الكناري.
ومن جهتها، أوردت صحيفة «إلبيريديكو دي اسبانيا» تقريرا مطولا عن الزيارة، حيث أبرزت أن وصول ألباريس إلى الرباط سينشط الأجندة الدبلوماسية بين البلدين، مبرزة أن الملفات الكبرى ستناقش خلال هذه الزيارة وفقا «لخارطة الطريق السياسية أو المتعلقة بالهجرة أو الاقتصادية مع الدولة المجاورة».
وحسب الصحيفة، فإن هذه الزيارة، تعد الأولى لألباريس بعد تشكيل الحكومة، وتأتي بدعوة من الحكومة المغربية، حيث سيلتقي ألباريس، صباح الخميس، بنظيره المغربي ناصر بوريطة ورجال أعمال وعمال إغاثة إسبان.
وكشفت أن إحدى القضايا الرئيسية المعلقة هي «قضية جمارك مدينتي سبتة ومليلية »، كونها كانت أحد الالتزامات العلنية لكلا الطرفين بناءً على مطالب سابقة لبيدرو سانشيز، كما ستتم مناقشة ملف يتعلق بـ«السيطرة على المجال الجوي فوق الصحراء المغربية، وكذا تحديد المجال البحري على ساحل المحيط الأطلسي»، وهو الأمر الذي له آثار على المكان الذي يمكن للسفن الإسبانية الصيد فيه أو أين تصطاد، وتفاصيل عمليات التنقيب عن الغاز أو النفط في المغرب.
ومن بين ما ذكرته الصحيفة الإسبانية، الحديث عن ملف متعلق بالهجرة السرية ومجهودات المغرب في هذا المجال، حيث تعد إدارة ملف الهجرة من أكثر الأمور حساسية، مبرزة أن الوزير الإسباني أثار في كثير من الأحيان «انخفاض عدد الوافدين غير الشرعيين من المغرب باعتباره أحد النتائج الرئيسية للتقارب مع الرباط».
وتكشف الصحيفة الإسبانية أن من مهام الوزير الإسباني خلال هذه الزيارة، محاولة إعادة «توجيه العلاقات مع الجزائر، خصوصا بعدما قررت الجزائر إرسال سفير جديد إلى إسبانيا، والذي حصل بالفعل على موافقة الحكومة الإسبانية».
من جانبه، نشر وقع إذاعة «كادينا سير» تقريرا عن زيارة ألباريس للرباط، والتي تحدثت انطلاقا من وجهة نظر رئيس جزر الكناري، فرناندو كلافيجو، الذي أكد أن الجزر يجب أن تكون مطلعة وحاضرة في الاجتماع الذي سيجمع بوريطة وألباريس بالرباط، حيث ستتم مناقشة محاور عديدة تخص الهجرة مثلا، مبرزا أنه لطالما «كانت محور نقاشات ثنائية بين إسبانيا والمملكة المغربية».
وذكر موقع الإذاعة، أن الوزير ألباريس سيستغل هذه الرحلة لعقد عدة لقاءات عمل في المغرب، وسيقضي الليلة هناك، وهو ما يعطي، من الناحية الدبلوماسية، فكرة عن حجم الزيارة التي ستستمر أكثر من أربعة وعشرين ساعة.
وأوضح الموقع الإخباري، أن الزيارة هي «رحلة لتحسين العلاقات»، و الهدف منها أولا «تلبية الدعوة من المغرب، ومن جهة تعزيز العلاقات السياسية»، ولهذا السبب هناك لقاءات أخرى بين مسؤولين إسبان ومسؤولين آخرين مغاربة على جدول الأعمال، حيث ستتم مناقشة ملفات كبيرة ذات الصلة بالاستثمار وتحسين العلاقات التجارية، من خلال لقاء رجال الأعمال من كلا البلدين، فضلاً عن العلاقات الثقافية التي من المقرر من أجلها عقد لقاء مع ذوي الأصول الأسبانية، وزيارة المدرسة الإسبانية بالرباط، ولقاء مع المتعاونين الإسبان، وهو قسم مخصص لاستمرارية علاقات التعاون، وفقا للموقع.
ونختم تقارير الصحف الإسبانية حول الزيارة، بالتقرير الذي أوردته صحيفة «إلبيريوديكو الإسبانية» التي كشفت هي الأخرى عن برنامج الزيارة وأهدافها، وقالت في هذا الصدد إن «لقاءات الباريس ببوريطة، ستتناول قضايا مشتركة بين البلدين، بعد التوقيع في قمة سابقة على 19 مذكرة تفاهم».
وأبرزت الصحيفة، أن النقاش سيرتكز أساسا حول «قضايا مثل التعليم والتعاون التجاري وتشجيع الاستثمار والمياه وتعليم اللغة الإسبانية والسياحة أو «التعاون الأخضر» بين البلدي» .