وردت هذه المعلومة في وثائق «بنتاغون ليكس» التي بدأ «تسريبها» في بداية هذا العام. إذا كان الجزء الأكبر من المعلومات التي تم الكشف عنها في هذه الوثائق، والتي اجتاحت شبكات التواصل الاجتماعي في ذلك الوقت، تتعلق بالجيش الأمريكي والحرب في أوكرانيا، فإن بعض المعلومات تتعلق بدول أخرى، ولا سيما إسرائيل. وهكذا علمنا أن الدولة العبرية كانت تستعد لتسليم النظام الدفاعي الجوي والصاروخي باراك إم إكس إلى المغرب، وهي صفقة كان يفترض أن تتم بحلول منتصف عام 2023. وهو الأمر الذي تم بالفعل.
على صفحته على فيسبوك وتويتر (أصبح حاليا إكس X)، يخبرنا منتدى Far-Maroc أن أول شحنات من هذا النظام الدفاعي قد بدأ في تسليمها إلى المملكة.
#FARMAROC #SAM #BARAK #ASA
— Far-Maroc (@FAR_MAROC) August 11, 2023
بدأ تسيلم نظام BARAK MX للدفاع الجوي المتوسط و البعيد المدى منتصف 2023. pic.twitter.com/2PhZQr6aQe
ويأتي تسليم هذه الشحنات في إطار الاتفاقية الموقعة في فبراير 2022 بين المغرب وإسرائيل للحصول على أسلحة بقيمة 500 مليون دولار. تم تطوير وإنتاج نظام باراك إم إكس من قبل شركة الصناعات الفضائية الإسرائيلية، وهي شركة أسلحة عملاقة يرأسها عمير بيرتس، وزير الدفاع السابق، الذي يفتخر بأصوله المغربية وكذا بمشاركته بشكل خاص في اتفاقيات التعاون العسكري بين الرباط وتل أبيب. يعد نظام باراك إم إكس نظاما مرنا يمكن من الحماية من مجموعة واسعة من التهديدات التي مصدرها الصواريخ والطائرات بدون طيار.
يسمح النظام بتدبير ثلاثة أنواع من الصواريخ الاعتراضية من عائلة باراك لشركة الصناعات الفضائية الإسرائيلية. يتعلق الأمر بباراك-مراد (Barak-MRAD)، وهو محرك صاروخي أحادي النبض، والذي يعترض الصواريخ حتى مسافات تصل إلى 35 كيلومترا، وباراك-لراد (Barak-LRAD)، وهو محرك صاروخي ثنائي النبض، والذي يعترض صواريخ يصل مداها إلى 70 كيلومترا، وباراك-أو إر (Barak-ER)، وهو محرك صاروخي مزدوج النبض مع بوستر إضافي لمدى يصل إلى 150 كيلومترا.
يعتمد نظام باراك إم إكس على رادار وقاذفات مختلفة لتوفير تغطية أفضل للطائرات المقاتلة والمروحيات والطائرات بدون طيار وصواريخ كروز وصواريخ أرض-جو وصواريخ أرض-أرض.
كما أن المغرب سبق له أن حصل طائرات إسرائيلية بدون طيار من طراز هيرون (Heron)، التي تنتجها شركة الصناعات الفضائية الإسرائيلية، وطائرات بدون طيار أخرى من بلو بيرد (BlueBird)، بالإضافة إلى الأنظمة الدفاعية إلبيت سيستيمز (Elbit Systems) ونظام مضاد للطائرات بدون طيار من نوع سكاي لوك (Skylock).
إن اقتناء القوات المسلحة الملكية لنظام باراك إم إكس يعد خطوة متقدمة في مسار تحقيق استراتيجيتها لتحديث ترسانتها الدفاعية والحصول على التكنولوجيا العسكرية المتقدمة. وإذا كانت دول مثل أذربيجان والهند والإمارات العربية المتحدة تمتلك بالفعل هذه التكنولوجيا، فسيتعين على دول أخرى، مثل كولومبيا، الانتظار حتى عام 2026 من أجل الحصول عليها.