وهكذا، فقد عبّر سكان الداخلة، في هذه المسيرة التاريخية، عن تمجيدهم للذكرى الثامنة والأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة، التي استرجع المغرب بفضلها صحراءه من الاستعمار الإسباني، متذكرين مختلف مراحل هذه المحطة الهامة من تاريخ بلادنا الحافل، والتي قادها الملك الراحل الحسن الثاني سنة 1975.
وفي سياق ذي صلة، أعرب المواطنون، خلال المسيرة، التي شاركت فيها مختلف الفعاليات المدنية والسياسية، من أحزاب وجمعيات ومواطنين أفراد، (أعربوا) عن استنكارهم وشجبهم لأحداث السمارة الأخيرة، واصفين إياها بـ«الإرهابية والجبانة»، مؤكدين تجندهم خلف الملك محمد السادس للدفاع عن البلاد وأهلها بما تمليه التعليمات الملكية السامية.
وكان الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالعيون قد أعلن، في بلاغ، أنه تم تكليف الشرطة القضائية المختصة بإجراء بحث قضائي، إثر تسجيل وفاة شخص و إصابة ثلاثة آخرين نتيجة إطلاق مقذوفات متفجرة استهدفت أحياء سكنية بمدينة السمارة.
وأضاف البلاغ أن الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بالعيون قد عهد لفريق البحث القيام بالخبرات التقنية والباليستية الضرورية، للكشف عن مصدر وطبيعة المقذوفات المتفجرة التي تسببت في وفاة أحد الضحايا وإصابة ثلاثة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، من بينها حالتان حرجتان تم نقلهما للمستشفى بالعيون لتلقي العلاجات الضرورية.
وخلص البلاغ إلى التأكيد على أن الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالعيون سيحرص على ترتيب الآثار القانونية اللازمة على ضوء نتائج البحث.
الأدلة تتراكم وكلها تشير إلى المسؤولية المباشرة والمؤكدة للجبهة الانفصالية في الهجمات التي طالت أهدافا مدنية في مدينة السمارة، في قلب الصحراء المغربية. إن المغرب يتريث، لكن هذا الاستفزاز، الذي خلف قتيلا وثلاثة جرحى، اثنان منهم في حالة خطرة، ستكون له تبعات. وسيتم تطبيق القانون بصرامة تامة.
وبحسب مصدر مطلع لـLe360، فهناك مجموعة من الأدلة الموثقة والمتطابقة والدامغة التي تثبت ضلوع البوليساريو في هذه التفجيرات. مع البيانات الصحفية اليومية والأعمال العدائية المسلحة منخفضة الحدة على طول الجدار الدفاعي، لم تعد جبهة البوليساريو تخفي عودتها إلى «العمل المسلح»، منذ أن أعلنت، في 13 نونبر 2020، انتهاء وقف إطلاق النار من جانب واحد، وهو الاتفاق المبرم عام 1991 تحت رعاية الأمم المتحدة. وإذا لم يكن لتهديداتها حتى الآن صدى يذكر، بل وتأثير أقل في الميدان، فيبدو أن الجبهة الانفصالية تريد التصعيد باستهداف هذه المرة المدنيين.
أحد الأدلة التي تشير إلى مسؤولية الانفصاليين عن الهجمات الجبانة ضد المدنيين في السمارة هو على وجه التحديد التبني الرسمي من قبل جبهة البوليساريو نفسها للهجوم من خلال «البلاغ الحربي رقم 901». وتؤكد فيه الميليشيا الانفصالية أنها نفذت هجمات مسلحة على السمارة -ذكرها البلاغ بالاسم- وتسببت في وقوع ضحايا. وهناك عنصر آخر يزكي مسؤولية البوليساريو هو الصمت المطبق للجبهة الانفصالية، في حين تصدر تبنيها لهذا الهجوم عناوين الصحافة العالمية. ونشرت عشرات المقالات معلومات تتعلق بعمليات إطلاق النار هذه وتبنيها. البوليساريو، التي ابتلعت لسانها، لم تحتج على ذلك.