في مخيمات لحمادة، لم يعد اختلاس قادة البوليساريو للمساعدات الإنسانية سرا، بل أصبح يمارس علانية. فقد ضبط سالم لبصير، المسمى «وزيرا» والذراع الأيمن لإبراهيم غالي، متلبسا باختلاس شحنة كبيرة من الوقود كان معدا للبيع غير القانوني على الحدود الجزائرية -الموريتانية. وقد اعترض شبان صحراويون الشاحنة الصهريجية التي كانت تقل البضاعة المسروقة، عند مدخل مخيمات تندوف.
وانتشرت عناصر من مليشيات البوليساريو، بناء على أوامر القيادة الانفصالية، في محاولة لاستعادة هذه الشاحنة وحمولتها من الوقود. فقد خشيت البوليساريو أن يقوم الشباب الصحراوي الغاضب بإشعال النار أو صب الوقود المسروق وسط الصحراء في أعقاب الاحتجاجات القوية في مخيمات لحمادة والتي اندلعت منذ بداية العام الحالي مع إعادة انتخاب إبراهيم غالي على رأس المنظمة الانفصالية.
قام الشبان الصحراويون الذين نفذوا هذه العملية في وسط الصحراء بتصوير الواقعة. وفي الوقت ذاته، أطلقوا مكالمة فيديو مع الصحراويين في المخيمات، أظهروا لهم اعتراض الشحنة التي يقولون إنها «مسروقة كالمعتاد» والتدخل القوي «بهدف ترهيبنا»، ومن قبل ما تسميه البوليساريو «القوات العمومية» (اسم لمليشيات الانفصاليين).
وانتشرت في الموقع قرابة خمس عشرة عربة وعشرات من عناصر الميليشيات الانفصالية لحماية الشاحنة والسماح لها بمواصلة طريقها إلى موريتانيا.
إن الشباب الصحراويين الذين ضبطوا «قادتهم» متلبسين بالسرقة يؤكدون أنهم نفذوا هذه العملية من أجل إظهار أن «هؤلاء اللصوص والجهلة (قادة البوليساريو) لا يريدون حلا للصحراويين، في المخيمات، الذين يكذبون عليهم يوما بعد يوم، ولا يريدون أكثر من الاستمرار في السرقة وملء جيوبهم على حسابنا. لم نعد نقبل بهذه الوضعية ونحن مستعدون للتضحية بأنفسنا لوضع حد لها واستعادة حريتنا».
سالم لبصير، المتلبس بسرقة الوقود، هو أحد المقربين من زعيم البوليساريو وليس سوى الرجل الذي رافق بن بطوش خلال عملية دخوله السري إلى إسبانيا عام 2021 لعلاج نفسه من كوفيد-19، قبل عودته السريعة إلى الجزائر تحت ضغط الشكاوى التي وضعت أمام المحاكم الإسبانية بتهمة الاغتصاب والإبادة الجماعية والاغتيالات والتعذيب...