وأوضح أنه منذ فترة والسلطات الجزائرية تبحث عن طريقة لخلق إطار إقليمي تستثني منه المغرب، لكن تبين أن الخطة الجزائرية مرشحة لتتبدد كزبد البحر لكونها تريد القفز على التاريخ المغاربي المشترك وتجاهل الجغرافيا المغاربية وإذكاء المواجهة بين التجمعات في المنطقة بالتحريض على اتحاد المغرب العربي، ودولة المقر، ومحاولة إجبار بعض دول المنطقة على اتخاذ خيارات أخرى ».
وأضاف بودن في تصريح خص به le360 « ثمة عوامل موضوعية تجعل الجزائر غير قادرة على التفكير في المصالح المشتركة للمنطقة والمساهمة في جهود التنمية والاستقرار بها وتحركاتها دالة على العكس لأن التكتيك المفضل للجزائر في المنطقة يقوم على تعميق الأزمات ».
وأكد الخبير المغربي في الشؤون الدولية المعاصرة أن « الأمر يتعلق بطموح جزائري صرف لا يخلو من تحديات كبيرة، ورغم كل هذا الصخب، فالجزائر لا تتوفر على الثقل الاستراتيجي الذي يسمح لها بإقصاء طرف أو ضم طرف لأي مبادرة خاصة من الدول الوازنة في منطقتي شمال أفريقيا او حتى في منطقة الساحل ».
ويرى بودن أن « هذه التحركات مازالت بدون هوية جيوسياسية ولم يتم إضفاء الطابع المؤسسي عليها بعد، وليست إلا تعبيرا أخر عن الإفلاس والانشغالات الضيقة للجزائر ورغبتها في التعويض خارجيا بتصرفات وسياسات لتدبير الحالة الداخلية الراهنة للبلاد ».
وأضاف أنه « من المؤكد أن هذا الخيار حتى لو جرى ترسيمه ستكون أمامه عوائق كبيرة تتعلق أساسا بتحفظات الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية منه لأنه لا يعبر عن مختلف مكونات المنطقة، فضلا عن مواقف الدول التي تنسق معها الجزائر في هذا الموضوع بحكم أن أغلب دول المنطقة تدرك غلبة رد الفعل على التوجه الجزائري وليست غافلة عن رغبة الجزائر في تيسير تسلل جبهة البوليساريو للهيكل المحتمل ولذلك فمن المنتظر أن تتصرف ليبيا بحذر وتحافظ تونس بعناية على التركيز حول المصالح الحدودية بالأساس دون مسايرة الرغبة الجزائرية بالكامل ».
وختم بودن تصريحه بالقول « مثل هذه التصورات السائلة لا يمكنها أن تصمد طويلا، نظرا لأن الفكرة ليست وليدة الحكمة السياسية والحرص على خدمة العمل المشترك بل تحيط بها شكوك عميقة حول التوجه والأداء ومقومات التكامل وحتى إذا كان الأمر يتعلق بخلق سنة تشاورية فإن التشاور من أجل التشاور بعد فترة سيجعل اللقاءات بدون مضمون عملي وروح براغماتية وبالتالي فإن غرض اللقاءات سيصبح من أجل استعراض الصور ليس إلا ».