الفيديو الذي نشره أبو بكر الونخاري، القيادي في الجماعة، جرى تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي باعتباره شاهدا على غضب سكان دوار تازروت (جماعة بوزملان، إقليم تازة). غير أن الحقيقة هي أن تلك الصور التقطت قبل نحو تسع سنوات.
المقطع يُظهر مجموعة من السكان وهم يقطعون حوالي عشرين كيلومترا للمطالبة بحقهم في الماء الصالح للشرب والتنديد بالإهمال. أما التعليق المرفق بالفيديو فيوحي بأنه حدث آني. واعتُبر ذلك «دليلا» إضافيا على ما سُمي «المغرب المنسي»، بيد أن الحقيقة هي أنها عملية إعادة تدوير لمشهد قديم.
فبعد التثبت، تبين أن الصور تعود إلى مسيرة نظمها سكان دوار تازروت سنة 2016، وانتهت بلقاء مع الكاتب العام للعمالة آنذاك.
تقديم هذه اللقطات على أنها جديدة لا يخرج عن إطار التضليل. فالغاية واضحة: رسم صورة عن «مغرب عميق» محكوم بالعطش والتهميش، مع تجاهل متعمد للتحولات والواقع الراهن.
وليس هذا الأسلوب جديدا على الجماعة. فقد سبق أن ضُبطت وهي تعيد استغلال أرشيف قديم لدعم سرديتها. ففي مطلع شتنبر الماضي، لم يتردد حسن بناجح في نشر صور قديمة لزلزال الحوز، التقطت في تارودانت، وقدّمها على أنها حديثة، بغرض ترسيخ فكرة أن عملية إعادة الإيواء متأخرة، وأن المنكوبين ما زالوا يعيشون تحت الخيام. غير أن التحقيق الذي أنجزه موقع «Le360» مع مصدر محلي أكد أن تلك الصور تعود إلى نحو سنة مضت.
من تازروت إلى تارودانت، يتكرر الأسلوب ذاته: استحضار صور من الماضي لتسويق أطروحة «المغرب المنسي إلى الأبد». مشهد متقن الإخراج، لكنه سرعان ما يتهاوى أمام تحقق بسيط من الحقائق.




